لم يكن النهر بعيدا عن مرشد الرحلات الاستكشافية تشاز باويل الذي تقطعت به السبل، وكان يرى نهر زمبيزي يتدفق فوق الصخور الضخمة في الوادي العميق على بعد مئات الكيلومترات منه. بدا الماء قريبا إلى حد يسيل له اللعاب، لكن الوصول إليه كان مستحيلا.
يقول باول: «شعرت بعطش يفوق الوصف». فقد كان باول يقف على حافة جرف يطل على واد عميق، وقد فرغت قواريره من المياه، ولم يستطع النزول إلى النهر. ويحكي باول عن الذعر الذي استولى عليه في هذا الموقف الخطير، إذ كان يخشى ألا يجد شيئا يروي به ظمأه.
ويقول: «في هذه اللحظة، نال مني التعب، وارتفعت درجة حرارة جسمي بشكل مفرط وبسرعة جنونية».
كان باول، الذي يعمل مرشدا لرحلات استكشافية في شروبشاير في المملكة المتحدة، على وشك خوض تجربة شاقة أثناء رحلته في زامبيا، فقد علق فوق جرف، وبقي دون السلعة التي لا يتخيل معظم الناس أن تختفي يوما ما.
فالوصول للمياه في معظم الدول المتقدمة لا يتطلب إلا تحريك الصنبور. ويهدر سكان هذه الدول غالونات هائلة من المياه يوميا بلا تردد، سواء عندما يغسلون أسنانهم أو يتحممون أو ينظفون المراحيض، في حين أن نحو مليار شخص حول العالم لا يزالون يفتقرون للمياه الصالحة للشرب، و2.7 مليار شخص يجدون صعوبة في الحصول على المياه لشهر واحد سنويا على الأقل.