أعطى الوزير الأول عبد العزيز جراد، في مستهل زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية باتنة، أمس، إشارة انطلاق الموسم الدراسي 2020/ 2021 من المدرسة الابتدائية عبد الرحمن الأخضري بعاصمة الولاية.
تلقى الوزير الأول الذي طاف بمختلف حجرات هذه المدرسة، شروحا حول الدخول المدرسي بعاصمة الأوراس الذي هيأت له إدارة القطاع محليا كل الترتيبات اللازمة ليكون آمنا وصحيا لتلاميذ الطور الابتدائي كمرحلة أولى البالغ عددهم أزيد من 180.329تلميذ منهم 32.276 تلميذ جديد موزعين على 658 مدرسة ابتدائية عبر الولاية 3 منها استلمت حديثا.
وبالمناسبة، شدّد جراد على أهمية احترام جميع التدابير الوقائية من فيروس كورونا مناشدا الأولياء مساعدة الأطقم التربوية للحفاظ على صحة التلاميذ في هذه المرحلة.
واستنادا لمدير التربية بولاية باتنة، جمال بلقاضي، أعطى الوزير الأول لدى معاينة حجرة دراسية مجهزة إشارة انطلاق تجربة الكتاب الرقمي. وأشرف جراد الذي كان بمعية وفد وزاري هام، على إعطاء إشارة انطلاق الموسم الدراسي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة انطلاقا من مدرسة صغار الصم-البكم.
.. ويشدّد على تعميم استعمال الألواح الإلكترونية في المدارس
وأوضح الوزير الأول لدى معاينته قسما نموذجيا لاستعمال الألواح الإلكترونية بالمدرسة الابتدائية عبد الرحمن الأخضري بعاصمة الولاية التي أشرف بها على انطلاق الموسم الدراسي 2020-2021، أن استعمال الألواح الإلكترونية من طرف التلاميذ ‘’سيعمم بصفة تدريجية عبر المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي».
وأضاف أن استعمال الألواح الإلكترونية يرمي إلى «تخفيف وزن الحقيبة المدرسية على التلميذ وذلك تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في هذا الخصوص».
كما شدد الوزير الأول على ضرورة تعميم التكنولوجيات الرقمية في المؤسسات التربوية عبر الوطن.
من جهة أخرى، شدّد الوزير الأول على ضرورة «الاحترام الصارم» للتدابير الوقائية من كوفيد-19 على مستوى المؤسسات التربوية وفقا للبروتوكول الصحي الذي تم اعتماده في هذا الشأن.
وقال الوزير الأول لدى إشرافه على إطلاق اسم المجاهد المتوفى الدكتور بلقاسم حمديكن على المركز الجهوي لمكافحة السرطان بالولاية، إن «الدولة عازمة على إعادة الاعتبار لمهن الصحة بدءا من العون البسيط إلى غاية البروفيسور».
وثمّن بالمناسبة، الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا مفيدا بأن «الوضعية الصحية لازالت حرجة وعليه يتعين مواصلة بذل المزيد من الجهود للقضاء على هذه الجائحة».
وأضاف أن «بفضل الجهود المبذولة، استطعنا المحافظة على مستوى معقول من الإصابات بالفيروس رغم بعض النقائص» التي قال إنها «ليست متعلقة بنقص الإمكانيات إنما تعود لتراكم مشاكل قطاع الصحة».
وأفاد جراد، الذي استمع مطولا لانشغالات الأطقم الطبية وشبه الطبية بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان، أن «فيروس كورونا وما خلفه من تداعيات، أعطى درسا في التضامن بين أفراد الشعب الجزائري» مستشهدا بالهبة التضامنية الواسعة تجاه سكان ولاية البليدة التي كانت بؤرة لفيروس كورونا المستجد.
وكان قد توجه قبل ذلك إلى مقبرة الشهداء بطريق تازولت بمدينة باتنة، أين وضع إكليل من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب على روح الشهداء الطاهرة.
المستقبل للصناعة التحويلية
وأوضح الوزير الأول على هامش تدشينه بالمنطقة الصناعية كشيدة بمدينة باتنة مصفاة لتكرير الزيوت المستعملة بمؤسسة «سام إنديستري» منجزة في إطار استثمار خاص، أن «المستقبل للصناعة التحويلية ونحن نعمل على تطهير مجال الاستثمار من الدخلاء من أجل تمكين الكفاءات من البروز».
وبعين المكان، ثمن جراد مبادرة المستثمر، مؤكدا أن هذا المشروع «هام ويندرج في إطار برنامج رئيس الجمهورية الذي أمر بمنح جميع الوسائل والتسهيلات للمستثمرين في مجال الصناعة التحويلية على وجه الخصوص».
وأعطى الوزير الأول تعليمات لوالي باتنة إضافة إلى الإطارات المركزية بوزارة الصناعة، بتقديم «كل المساعدة والمرافقة» لهذا المستثمر في مشروعه المتعلق بتصدير الزيوت المكررة. وحسب الشروحات المقدمة للوفد الرسمي، فقد أعيد بعث نشاط مصفاة تكرير الزيوت المستعملة لمؤسسة «سام إنديستري» سنة 2016 بعد توقف لعدة سنوات. وتسترجع المصفاة حاليا 25 بالمائة من الزيوت المستعملة على المستوى الوطني عبر 48 ولاية وتطمح لبلوغ 50 بالمائة من معدل الاسترجاع «في غضون ستة أشهر»،.
قبل ذلك أشرف على تسمية حي 1.000 مسكن من صيغة البيع بالإيجار للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل» باسم الشهيد «بن النوي السعيد». كما أشرف على إطلاق اسمي الشخصيتين «خزندار جلال الدين أحمد عبد التقي» و»مقداد مسعود» اللذين يعدان من أوائل مدراء المؤسسات الابتدائية بالولاية عقب الاستقلال، على مجمعين مدرسيين بنفس الحي.
ضرورة مدّ التوصيلات الفردية بالموازاة مع الشبكات الرئيسية للتموين بمياه الشرب
وأعطى الوزير الأول من بلدية عيون العصافير بولاية باتنة، تعليمات بـ»ضرورة مد التوصيلات الفردية للسكنات بالموازاة مع مد الشبكات الرئيسية الخاصة بالتموين بمياه الشرب». وأوضح الوزير الأول لدى إشرافه على وضع حيز الخدمة للشطر الاستعجالي لتدعيم منطقة وادي عبدي بمياه الشرب انطلاقا من سد كدية لمدور، أن هذا الإجراء يأتي «استجابة للانشغالات المطروحة على نطاق واسع من طرف سكان مناطق الظل» مسديا تعليمات للمصالح المعنية من أجل التنسيق فيما بينها لتحقيق ذلك.
وحسب الشروح المقدمة للوزير الأول يهدف المشروع (7،8 مليار دج لتجسيده بشطريه الأول والثاني) إلى تدعيم تغطية احتياجات السكان بمياه الشرب بمنطقة وادي عبدي في 10 بلديات.
وأشرف قبل ذلك، بمقر الولاية، على تسليم مفاتيح 15 حافلة للنقل المدرسي لفائدة عدة بلديات علاوة على توزيع صكوك 15 استفادة من قروض في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر.
.. ويدشّن المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة
وقام جراد بتدشين المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة بجامعة الشهيد مصطفى بن بولعيد «باتنة 2» التي أطلق عليها اسم وزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، الدكتور المرحوم عبد الحق رفيق برارحي، رفقة وفد وزاري هام.
وخلال مراسم التدشين، أكد الوزير الأول أن المدرسة تعد «من اهتمامات الحكومة» وأنه «شخصيا» شجع المشروع منذ البداية لكفاءة فريق العمل الذي تكفل بتجسيده.
وأبدى إعجابه بتمكن هذه المدرسة من استقطاب اهتمام عدة كفاءات جزائرية موجودة بالخارج على غرار البروفيسور بلقاسم حبة المعروف في الأوساط العلمية بـ»العربي الأكثر اختراعا»، داعيا إلى إنشاء «شبكة» يتم من خلالها نسج علاقات تعاون بين الكفاءات الجزائرية المقيمة داخل الوطن ونظيرتها المتواجدة في الخارج. وأكد على أهمية التعاون الدولي في مجال الطاقات المتجددة في «المساهمة في رفع مستوى هذه المدرسة العليا والارتقاء بها إلى مستوى المدارس العالمية على غرار نظيرتيها الأمريكية والألمانية». وثمّن عبد العزيز جراد لدى تلقيه عرضا حول هذه المدرسة «العلاقة التي تربطها بالقطاع الاقتصادي عموما والصناعي خصوصا». ونوه بكفاءة المرحوم الدكتور عبد الحق رفيق برارحي الذي أطلق اسمه على المدرسة التي دشنها، معتبرا إياه «قامة وطنية» و»واحدا من الذين قدموا الكثير للجامعة الجزائرية».
لابد على الجامعة أن تكون «رائدة»
في التكنولوجيات الحديثة
وأكد جراد ضرورة أن تكون الجامعة «رائدة» في مجال التكنولوجيات الحديثة والرقمنة والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة. وقال على هامش تدشين وتسمية المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة بجامعة (باتنة 2) باسم الوزير الأسبق للتعليم العالي والبحث العلمي الراحل الدكتورعبد الحق رفيق برارحي، إن «الجامعة تتوفر على كفاءات أثبتت مهاراتها في مجالات التكنولوجيات الحديثة والرقمنة والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة، ومن مسؤولية الأساتذة توجيه الطلبة لتطويرها». ودعا إلى الانفتاح على اللغات الأجنبية من أجل تحكم أفضل في العلوم والتكنولوجيات الحديثة، مشيرا الى أن ذلك «لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مرافقة الطلبة منذ بداية التكوين».
.. ويدشن مصنع التوربينات الغازية والبخارية
وأشرف الوزير الأول بالحظيرة الصناعية لعين ياقوت التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مدينة باتنة على تدشين مصنع التوربينات الغازية والبخارية المنجز بشراكة جزائرية أمريكية بين مجمع سونلغاز الجزائري وشركة جنرال إلكتريك الأمريكية.
وصرح لدى استماعه لعرض مفصل حول هذا المصنع : «بعد تدشين هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الأفريقي نستطيع أن نقول أن الصناعة ببلادنا أضحت مدرجة ضمن منطق ومقاربة ومنهجية تمكنها من التواجد في الطليعة» متمنيا «توسيع وتطوير مثل هذه الشراكات مستقبلا». ودعا في ذات السياق إلى «التعاون مع الشركاء في جميع المجالات لنحقق بهذا المنطق مصلحة الوطن علاوة على دعم الطاقات والكفاءات الجزائرية لتمكينها من المشاركة في بناء اقتصاد ومنتج وطني ومن ثمة تحقيق حلم الجزائر الجديدة».
رئيس الجمهورية يرخص إنجاز الشطر الثاني لمنفذ الطريق السيار شرق/غرب بباتنة
كشف الوزير الأول بولاية باتنة عن قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالترخيص لإنجاز الشطر الثاني لمنفذ الطريق السيار شرق/غرب بالولاية على مسافة 42 كلم.
وفي لقائه بممثلي المجتمع المدني، تحدث جراد عن قرارات مهمة لرئيس الجمهورية تخص سكان ولاية باتنة، منها الترخيص لإنجاز الشطر الثاني لمنفذ الطريق السيار شرق/غرب بالولاية على مسافة 42 كلم وتسخير غلاف مالي يقدر ب 1ر30 مليار دج لإنجازه.
وأضاف بأن هذا القرار «جاء عقب قرب انتهاء أشغال إنجاز الشطر الأول على مسافة 3ر22 كلم وبعد دراسة جميع المعطيات أيضا» مفيدا أن الاشغال ستنطلق قبل نهاية 2020.
كما كشف جراد عن قرار رئيس الجمهورية بـ»رفع التجميد عن مشروع إنجاز ازدواجية للطريق الوطني رقم 88 الرابط بين خنشلة وباتنة على مسافة 74 كلم منها 56 كلم بولاية باتنة»، والذي خصص له غلاف مالي يقدر ب 3ر10 مليار دج.
وأوضح أن الصندوق الوطني للطرق السريعة سخر من جهته 500 مليون دج لصيانة شبكة الطرقات للقضاء على النقاط السوداء المتواجدة بولايتي خنشلة وباتنة.
وأفاد الوزير الأول من جهة أخرى بأن رئيس الجمهورية قرر أيضا «تخصيص 300 وحدة سكنية بصيغة الترقوي المدعم لولاية باتنة و300 إعانة في إطار تعزيز البناء الريفي». وذكر بأن ولاية باتنة استفادت مؤخرا خلال الزيارة الأخيرة لوزير السكن والعمران والمدينة من 400 إعانة للسكن الريفي مسجلا أن المنطقة «تحتاج لهذا النمط من السكن».
وفي رده على انشغالات ممثلي المجتمع المدني بشأن مطار باتنة الذي يعاني من نقص في حركة الملاحة الجوية لاسيما الدولية، طمأن جراد أن بعد انقضاء الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد جراء فيروس كورونا سيكون للمطار «مستقبل مزدهر».
«الجزائر الجديدة هي جزائر الشباب»
وفي سياق اخر، أكد أن «الجزائر الجديدة هي جزائر الشباب» وأن الدولة تعول عليهم للنهوض بالبلاد لانهم «يمثلون 80 بالمائة» من نسبة السكان بالجزائر.
وقال الوزير الأول خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني: «أنا يوميا أتواصل مع الشباب وأستمع لانشغالاتهم التي من بينها مشكل الشغل الذي يعد كبيرا لاسيما بالنسبة لخريجي الجامعات الذين يعانون من البطالة». وأضاف أن هذه الانشغالات ستؤخذ بعين الاعتبار لحلها «تدريجيا» داعيا الشباب الى «التحلي بالصبر وتبادل الأفكار لإيجاد الحلول المناسبة» للخروج منها.
ومن المشاكل التي عددها الوزير الأول، تلك التي تخص قطاعات التربية والصناعة والصحة، وبشأن هذا القطاع الأخير أشار إلى انه «يتخبط في وضعية كارثية».
وأوضح أن قطاع الصحة «يجب أن يحظى بإستراتيجية وطنية للنهوض به» قبل أن يضيف أن جائحة كورونا «بينت الخلل الموجود في المنظومة الصحية بالجزائر لكن يتعين علينا التطرق للمشاكل بهدوء وحكمة والعمل على حلها وفق المعطيات والإمكانيات المتاحة».