طباعة هذه الصفحة

لا حلّ للأزمة دون وقف التدخلات الخارجية

اتّــــهامـــات متبــادلة بـين فــــرقاء ليبيــــــا قبيــل انعقـــــــاد لجـنـــــــة (5+5)

أكّدت كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا أنه لا حل عسكريا لأزمة ليبيا، وشدّدت على ضرورة وقف كل التدخلات الأجنبية والتطبيق الكامل للحظر المفروض على السلاح. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك، إن اعتماد الاتحاد الأوروبي مؤخرا عقوبات ضد الكيانات التي تنتهك هذا الحظر، يعد خطوة إيجابية، ويجب عليه متابعة هذه العقوبات ضد انتهاكات الحظر وصادرات النفط غير القانونية وانتهاكات حقوق الإنسان والمخربين للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
ما تزال مناطق التماس في سرت والجفرة، وسط ليبيا، تعيش توترا مستمرا عشية اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة، برعاية الأمم المتحدة، التي تعد لإطلاق منتدى سياسي ليبي جامع للتوافق على سلطة جديدة، والتمهيد للانتخابات، لإنهاء المراحل الانتقالية.
أكّد المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات تحرير سرت – الجفرة التابعة لحكومة الوفاق، عبد الهادي دراه، أن قوات حكومة الوفاق لا تزال في حالة استنفار في مواقعها استعدادا لصد أي هجوم محتمل من جانب مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مشيرا إلى أن هدوء الجبهات الحالي لـ «ترك المجال للجهود السياسية» الهادف لحل أزمة البلاد، لكنه استدرك بالقول: «إذا لم تجد الجهود السياسية نفعا فنحن لها، ولدينا القدرة على تحرير الوطن».

تبادل الإتهامات
 ردّا على اتهامات المتحدث الرسمي باسم قيادة مليشيات حفتر، أحمد المسماري، لقوات «الوفاق» بالتحشيد بالقرب من «خط سرت الجفرة، فضلا عن إجراء عمليات استطلاع متقدمة»، قال دراه: «مليشيات حفتر لم تتوقف عن خرق وقف إطلاق النار طيلة الفترات الماضية»، مبديا استغرابه إزاء تأكيدات المسماري على التزام مليشيات حفتر وقف إطلاق النار.
وكان المسماري قد أعلن عن رصد قيادة حفتر «تحشيدات بالقرب من خط سرت الجفرة، فضلا عن عمليات استطلاع متقدمة» لقوات «الوفاق»، كما قال.
وحذّر المسماري، في بيان له، قوات «الوفاق» من شن «أي عدوان يستهدف مواقع الجيش (مليشيات حفتر) بالقرب من خط الفصل»، مؤكدا التزام مليشيات حفتر بـ «وقف إطلاق النار من أجل إنجاح العملية السياسية»، إلا أنه عاد وقال: «إنّنا على أهبة الاستعداد وأتم الجهوزية للرد على أي استفزاز أو مغامرة تستهدف قواته ومواقعه».
وعلى صعيد منفصل، نفى المسماري سيطرة مرتزقة على «مبان عامة ومدارس» في منطقة هون، كما نفى وجود أي مرتزقة أجانب في صفوف الجيش أو استيلائها على بعض المباني العامة والخاصة في المدينة.
لكن الناشط السياسي الليبي عمران الهفو، أكد أن المدينة بالفعل شهدت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، انتشارا جديدا للمقاتلين المرتزقة التابعين لحفتر داخل المدارس ومبان عامة تابعة للقطاع الأمني، لافتا إلى أن هذا الحدث لا يمكن إنكاره، وقد حدث في وضح النهار وأمام أعين أهالي المدينة.

ملف المرتزقة على الطاولة
يعتبر ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا من أكثر الملفات حساسية، والمنتظر أن تناقشه اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ضمن ملفات أخرى تتعلق بالمسار العسكري والأمني في الاجتماع المقرر اليوم في العاصمة السويسرية جنيف، بحسب بيان سابق للبعثة الأممية التي ستيسّر الاجتماع.
وكانت البعثة قد شدّدت على «الوقف التام لجميع المناورات والتعزيزات العسكرية بُغية تمكين التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، وإقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينتي سرت والجفرة، وتوفير حيز مناسب لإجراء مناقشات سياسية بناءة»، لكن التوتر العسكري المستمر، وسط نفي الطرفين مسؤوليتهما عن خرق وقف إطلاق النار المعلن من قبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، في 23 من أوت الماضي، قد «يهدد مسارات السلام الحالية، وعلى الأقل قد يصعب عملية قبول الأطراف المسلحة على الأرض بنتائج هذه المسارات».

لابدّ من توافقات
 كان المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، قد أكد رصد اختراق سابع لوقف إطلاق النار من جانب مليشيات حفتر، الخميس الماضي.
أوضح قنونو، في تصريحات الجمعة الماضية، أن مليشيات حفتر أطلقت 4 صواريخ غراد تجاه مواقع تمركزات قوات الجيش الليبي غرب سرت، وتحديدا في منطقة بويرات الحسون.
وتتموقع مليشيات حفتر في مناطق الجفرة الثلاث، بالإضافة لمدينة سرت، فيما تعسكر قوات حكومة الوفاق في منطقة أبوقرين، غرب سرت، على مسافة 130 كم، وعلى مسافة تزيد عن 150 كم شمال مناطق الجفرة.
هذا ويعول بشكل كبير على نجاح البعثة ومن ورائها المجتمع الدولي في إقناع ممثلي اللجنة العسكرية المشتركة للتوصل إلى توافقات، ولو بشكل أولي لخلق مسافات آمنة وبعيدة بين الطرفين كخطوة نحو منع حدوث أي خرق عسكري.

5 مقابر جديدة في ترهونة
أعلنت الهيئة العامة للبحث عن المفقودين عثورها على خمس مقابر جديدة بمشروع الربط بترهونة، وأضافت أنه تمّ انتشال 102 جثة التي عثر عليها في مناطق بترهونة وجنوب طرابلس، بعد عدوان حفتر منذ الخامس من جوان إلى الآن.
وأفاد رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين الخميس؛ بأن المقابر الجماعية التي أبلغت عنها إدارة البحث عن الرفات في ترهونة؛ تجاوزت 11 مقبرة جماعية انتشلت منها أكثر من 74 جثة.