تبادل المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية، الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب، الاتهامات والانتقادات بشأن التعامل مع جائحة فيروس كورونا. وعقد الرجلان لقاءين جماهيريين تلفزيونيين متزامنين بعد إلغاء مناظرتهما الثانية، إذ تحدث بايدن على محطة «إيه.بي.سي» في فيلادلفيا وترامب على محطة «إن.بي.سي» في ميامي.
انتقد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن خلال مواجهة تلفزيونية غير مباشرة مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، تعامل الرئيس الأمريكي مع جائحة فيروس كورونا.
وبينما عقد المرشحان لقاءين جماهيريين تلفزيونيين متزامنين بعد إلغاء مناظرتهما الثانية، سعى بايدن الذي كان يتحدث إلى الناخبين في فيلادلفيا على محطة «إيه.بي.سي»، إلى التركيز على معالجة ترامب للجائحة، إذ ألقى عليه باللوم بسبب تهوينه من شأن الفيروس الذي قتل أكثر من 216 ألفا في الولايات المتحدة.
استقطاب الناخبين
وقال بايدن: «لقد قال إنه لم يبلغ أحدا لأنه كان يخشى أن يصاب الأمريكيون بالذعر». وأضاف «الأمريكيون لا يصيبهم الذعر. هو من أصيب بالذعر».
ودافع ترامب عن طريقة معالجته للجائحة وكذلك عن سلوكه الشخصي، وقال على محطة «إن.بي.سي» أمام جمهور من الناخبين في ميامي: «أنا رئيس، يجب أن أرى الناس، لا يمكن أن أجلس في قبو».
وقال إنه سمع «روايات مختلفة» حول فاعلية الكمامات، وذلك على الرغم من أن خبراء الصحة العامة في إدارته قالوا إن وضع الكمامة مهم لوقف انتشار الفيروس.
كان ترامب قد انسحب من المناظرة الثانية التي كانت مقررة، أول أمس الخميس، عندما قالت اللجنة المنظمة إنها ستعقد عبر الإنترنت بسبب المخاوف من فيروس كورونا. ومن المقرر إجراء المناظرة الرئاسية الثالثة في 22 أكتوبر الأول بمدينة ناشفيل في ولاية تنيسي. وسلطت المواجهة التلفزيونية الضوء على مدى كون حملة هذا العام غير عادية في ظل الجائحة التي أصابت قرابة ثمانية ملايين أمريكي، من بينهم الرئيس نفسه. وأدلى الملايين بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر قبل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس، أن بايدن يتفوق بفارق كبير على ترامب على المستوى الوطني وإن كان تقدمه في الولايات المرجِّحة أقل.
وقال مشروع الانتخابات بجامعة فلوريدا، إن قرابة 18،3 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم بصورة شخصية أو بالبريد الإلكتروني حتى الآن، وهو ما يمثل 12،9 بالمائة من إجمالي الأصوات التي تم حصرها في الانتخابات العامة في 2016.
وفي سياق متصل، قالت حملة بايدن إن ثلاثة أشخاص سافروا معه أو مع السناتورة كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا. وألغت هاريس خططها للسفر خلال العطلة الأسبوعية كإجراء احترازي.
نزاهة الانتخابات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيقبل انتقال السلطة في البلاد سلميا، حال خسارته في الانتخابات الرئاسية المزمعة في 3 نوفمبر المقبل، شريطة أن تكون تلك الانتخابات «نزيهة».
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب، خلال مقابلة على محطة «إن.بي.سي» (NBC) التلفزيونية المحلية من ميامي بفلوريدا، بالتزامن مع مقابلة مماثلة أجراها منافسه الديمقراطي، جو بايدن، أنه سيقبل الانتقال السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات؛ إلا أنه استمر بإلقاء شكوك حول النتائج، موجها اتهامات لإدارة الرئيس السابق، باراك أوباما بـ»التجسس على حملته الانتخابية».
وأضاف ترامب، «نعم سأقبل انتقالا سلميا للسلطة؛ لكن أريد أن تكون انتخابات نزيهة، وكذلك يريد الجميع... عندما أرى الآلاف من أوراق الاقتراع ملقاة في القمامة، ويصادف أنها تحمل اسمي، فأنا لست سعيدا بذلك».
وتابع، «أريد أن تكون (الانتخابات) نظيفة، وأشعر حقا بأننا سنفوز؛ لكن أريد أن يكون ذلك نظيفا... انتقال سلمي بالطبع أريد ذلك؛ لكن من ناحية المبدأ لا أريد انتقالا لأنني أريد الفوز».
وكان ترامب قد امتنع عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر انتخابات 3 نوفمبر، أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، مما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي، وحتى في صفوف الجمهوريين.
وسبق لترامب أن صرح في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض نهاية الشهر الماضي، قائلا «يجب أن نرى ما سيحصل»، وذلك ردا على صحفي سأله عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة، وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس.
ووقتها سارع بايدن إلى التعليق على تصريحات ترامب قائلا، «في أي بلد نعيش؟»، مضيفا «هو يقول أكثر الأمور غير العقلانية... لا أعرف ما أقول». وذهب السيناتور الجمهوري ميت رومني إلى أبعد من ذلك قائلا: إن إبداء أي تردد.