طباعة هذه الصفحة

بعد الأداء المميّز لـ «الخضر» أمام نيجيريا والمكسيك

بلمـــــــــاضي يـــواصل كتابـــــــة التـــاريـــــــخ بنتـــــــــــائج بـــــــــــاهرة

محمد فوزي بقاص

اختتم تربص المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم بالعلامة الكاملة، بعدما تمكّن الخضر من مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية بالفوز على نيجيريا، وتحقيق تعادل بطعم الهزيمة بهدفين لمثلهما ضد منتخب مكسيكي قوي، عجز عن فرض منطقه أمام رفقاء الدينامو إسماعيل بن ناصر الذين حاربوا فوق الميدان، خصوصا بعد خروج الدبابة عدلان قديورة بالبطاقة الحمراء منذ (د53) تاركا المنتخب دون مدافع متقدم، المنصب الهام في النهج التكتيكي للناخب الوطني جمال بلماضي.

حطّم رفقاء الهداف بغداد بونجاح، سهرة الثلاثاء، رقما قياسيا جديدا في تاريخ المنتخب الوطني الجزائري، حين تمكنوا من تحقيق تعادل ضد منتخب المكسيك، رافعين رصيدهم إلى 20 مباراة دون هزيمة، تعادل جاء وسط الألم والصعوبة بعدما خاض أشبال مهندس التتويج القاري اللقاء منقوصين من خدمات عدلان قديورة طيلة 40 دقيقة كاملة خلال المرحلة الثانية، في الوقت الذي كان يسيطر فيه المنتخب على أطوار المباراة، وكان يضغط بقوة من أجل إضافة أهداف أخرى، مثلما عوّدنا عليه رفقاء الحارس رايس الوهاب مبولحي في خرجاتهم السابقة.
العائد لأطوار المباراة يتأكد من أن الخضر أدوا لقاء قويا، خصوصا بالرجوع إلى إحصائياته، حيث سيطر رفقاء المحارب فغولي على غالبية أطوار اللقاء، لكن ومع تراخيهم قليلا مع نهاية المرحلة الأولى تلقّوا هدفا في (د 43)، لكن سرعان ما ظهرت شخصية البطل الذي رد دقيقتين بعد ذلك من صاروخية بن ناصر الذي سجّل هدفا رائعا من على بعد حوالي 23 مترا، وبعد العودة من غرف حفظ الملابس واصل لاعبو المنتخب الضغط على المنافس ونقل الكرة نحو هجوم الخصم إلى أن جاءت البطاقة الحمراء التي تلقاها قديورة.
طرد أرعب عشاق المنتخب الوطني بعدما ظنوا أنه سيكون منعرج المباراة، لكن الكبار في الأوقات الصعبة يكشّرون عن أنيابهم ويبرهنون علو كعبهم، وهو ما حمله على عاتقه قائد المحاربين رياض محرز الذي سجل هدفا من طينة الكبار، حين وجد نفسه وجها لوجه أمام المرمى مع مدافع محوري وحارس المرمى، الذين أسقطهم أرضا وسجل هدف المنتخب الثاني و16 في مسيرته مع المنتخب، وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقع أن أشبال بلماضي يتجهون لتحقيق فوزهم الخامس على التوالي، جاء رد المهاجم دييغو لينيز ثلاث دقائق قبل نهاية الوقت الرسمي للمباراة، مسجلا هدف التعادل بصعوبة، تعادل احتفل به لاعبو المكسيك في نهاية اللقاء، ما يؤكد أنهم حققوا نتيجة إيجابية.
رغم النقص العددي وقوة المنافس المصنف 11 عالميا في ترتيب الفيفا، إلا أن الخضر أسالوا العرق البارد لمنتخب المكسيك، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز لولا النقص العددي، مثلما أكده بلماضي في الندوة الصحفية التي أعقبت المقابلة، حين قال: «لو أنهينا اللقاء بـ 11 لاعبا لكان الفوز من نصيبنا».
براهيمي لم يوفّق في خرجته
هذا، وكان بإمكان الناخب الوطني إعطاء بعض التوازن في تشكيلة المنتخب، والزج باللاعب بن رحمة في الهجوم مكان براهيمي الذي كان خارج الإطار، وضيع العديد من الكرات في وسط الميدان كادت أن تكلف المنتخب الوطني أهدافا أخرى، لكن الجميع تأكد بأن بلماضي منح الفرصة كاملة لابن مدينة المنيعة العائد للمنافسة الرسمية مع المنتخب، بعدما غيّب منذ عودة المايسترو يوسف بلايلي إلى المنتخب الوطني، كآخر فرصة لمحاولة إقناع بلماضي بمستواه، قبل المواجهتين الرسميتين ضد منتخب زيمبابوي برسم الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لمنافسة كأس أمم إفريقيا 2022.
بن ناصر يسجّل أول هدف له بألوان «الخضر»
من بين النقاط الإيجابية في لقاء المكسيك، طريقة لعب إسماعيل بن ناصر أفضل لاعب في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، الذي يؤكّد من مباراة لأخرى بأنه حاضر ومستقبل المنتخب الوطني، بتموقعه الجيد فوق أرضية الميدان وشله لهجومات الخصم، وكذا تقديمه كرات دقيقة ومفتاحية لزملائه المهاجمين التي بلغت 5 تمريرات حاسمة في 22 مباراة خاضها بألوان الخضر.
حرف الربط بين الخطوط الثلاثة، كان أفضل لاعب من جانب المنتخب الوطني طيلة أطوار اللقاء، وتمكّن من تسجيل هدف التعادل بطريقة جميلة أعادت الخضر إلى المباراة، كان الأول بألوان المنتخب، هدف تأكد من خلاله عشاق المنتخب الوطني أن بن ناصر يسير ليصبح أبرز اللاعبين دفاعيا وهجوميا، هو الذي يعمل رفقة الطاقم الفني للميلان على جعله لاعبا أكثر نجاعة من الناحية الهجومية، بعدما تمكن من التسجيل ضد نادي بولونيا في استئناف النشاطات الكروية بالكالتشيو شهر جويلية، وفي منافسة اليوروبا ليغ، هو ما سيعود بالفائدة على كتيبة بلماضي التي تنتظرها مباريات مهمة لبلوغ أهداف المنتخب.
حلايمية يلهب المنافسة في الرواق الأيمن
مصائب قوم عند قوم فوائد، المثل الذي ينطبق على خريج نادي مولودية وهران رضا حلايمية، الذي بعدما أسعفه الحظ في تربص نوفمبر 2019 بالتواجد مع الخضر نظرا لغياب زفان الذي كان يتواجد دون فريق في تلك الفترة، وعودته في تربص أكتوبر بسبب إصابة عطال، وجد نفسه أساسيا في لقائي نيجيريا والمكسيك، وتمكّن من أخذ فرصته كاملة بعد إصابة زفان في اليوم الثاني من التربص، أين تمكّن من إقناع الناخب الوطني بإمكانياته وأنذر منافسيه بأحقية اللعب أساسيا، خصوصا بعدما تحرر كليا في لقاء المكسيك، وقلّل من خطورة الظهير والجناح الأيسرين للمكسيك خيسوس غالاردو ورودولفو بيزارو، اللذان لم يتمكنا من صنع الفارق والتغلب عليه، بعدما كبّل الرواق الأيمن طيلة أطوار المباراة، وهو ما مكّن بلماضي من ضمان ثلاث لاعبين من المستوى العالي في الرواق الأيمن.
تاهرات أدّى دوره كاملا
أدّى مهدي تاهرات دوره كاملا وسط غياب المحارب جمال الدين بن العمري، رافعا رصيده من المشاركات بجانب ماندي إلى 5 مباريات كاملة، حيث كان حاضرا في الصراعات الثنائية وتغلّب في كل الهوائيات، في حين أن ماندي تأثر كثيرا بغياب بن العمري الذي كان يغطي عليه كثيرا طيلة كأس أمم إفريقيا وبعدها، أمر اتضح خصوصا بعد خروج قديورة بالبطاقة الحمراء، هو المتعود على الضغط عاليا على المهاجمين، والتحديد من خطورتهم قبل وصولهم.
بولحية، عبيد وبلقبلة...
كسب الثلاثي بولحية، عبيد وبلقبلة الكثير من النقاط مع المدرب جمال بلماضي خلال التربص الماضي، بعدما أبانوا عن إمكانيات كبيرة خلال مباراة نيجيريا، ولقوا إشادة مدربهم عقب نهاية المباراة خلال الندوة الصحفية، ملمحا إلى أنه تمكن من ضمان ازدواجية المناصب لكل من بن ناصر والثنائي (فغولي وقديورة)، ضامنا بذلك الخلف للاعبي غلطاسراي والغرافة اللذين تجاوز سنهما العقد الثالث.