تسليم العملية شهر أوت
يعرف الجسر العتيق سيدي راشد منذ قرابة السنتين عمليات ترميم بعد تعرضه للإنزلاقات والانهيارات الجزئية، الذي يعتبر من أقدم جسور المدينة وأطولها، فهو نقطة محورية وإستراتيجية في خريطة النقل والتنقل بولاية قسنطينة.
وحسب المعلومات التي قدمتها مديرية الأشغال العمومية لـ«الشعب” فإن الانتهاء من ترميم جسر سيدي راشد سيكون شهر أوت المقبل.
وذكرت المديرية انها قامت قبل ثلاث سنوات بعملية مستعجلة مست جسر الأشهر بالجزائر العاصمة بعدما تعرضت لانهيار هدد هيكلها العام بشكل ملحوظ، واكتشفت الشركة الايطالية سنة 2011 أن الترميم السطحي والارتجالي مع التشققات والتصدعات من الأسباب المؤدية الى الانهيارات التي يصعب التعامل معها فيما بعد.
من جهة أخرى، أكد مصدر عليم بالمديرية أن أشغال الترميم وإعادة التأهيل التي تعرفها أعمدة الجسر المتضررة من الانزلاق والانهيارات الخطيرة، الذي يحتوي على27 قوسا أكبرها يبلغ قطرها 70 مترا، ما جعله يصنف في خانة أكبر جسر حجري في العالم من حيث قطر الأقواس، ويقدر علوه بـ 105 أمتار، مع طول في حدود الـ447 متر، وعرض بـ 12 مترا. بدأت حركة المرور بجسر سيدي راشد شهر أفريل سنة 1912.
الجسر الذي سيتعرض بعد انتهاء المرحلة الأولى إلى فترة مراقبة ومتابعة من طرف نظام للرصد، بهدف تقييم فعالية أشغال الترميم وإعادة التأهيل التي خصص لها غلاف مالي يقدر بـ 8 ملايير سنتيم، ستسمح بتحديد إمكانيات إطلاق المرحلة الثالثة والأخيرة من عملية الترميم، وهي المرحلة التي تعتبر الأكثر تعقيدا كونها ستعمل على تقوية القوس رقم 5 الذي سيتم هدمه بشكل كلي وسيعاد بناؤه مرة أخرى حيث سيكون من الضروري الغلق الكلي لحركة السير خلال الأشغال، خلافا لمرحلة المراقبة والمتابعة التي ستستمر خلالها عملية التنقل عبر الجسر بصورة طبيعية، للتأكد من نجاعة أشغال المرحلة الثانية والتي تعلقت أساسا بتجميع المياه أسفل الجسر والتي تعتبر المشكل الأساسي في الانزلاقات الحاصلة بالأرضية.
بالمقابل سيتم إنجاز جسر بديل سيربط ضفتي وادي الرمال من شارع رحماني عاشور إلى شارع روماني، بهدف ربط وسط المدينة بالأحياء الواقعة شرق المدينة وكذا تخفيف الضغط المروري الذي سينتج عن عملية غلق جسر سيدي راشد، أين سيتم على إثرها ضبط مخطط مروري خاص بهذه العملية. علما أن جسر سيدي راشد مفتوح حاليا أمام سائقي المركبات من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا، ويغلق خلال الفترة الليلية من أجل تمكين الفرق التقنية القيام بالاختبارات اللازمة وكذا الأشغال التكميلية التي تتم أسفله.
للإشارة فان جسر سيدي راشد العتيق شهد خلال السنوات الأخيرة الماضية حالة من التراجع والتدهور جعلت السلطات المحلية وحتى الوطنية للتصرف إزاء الحالة الخطيرة التي يتعرض لها أقدم جسر حجري في العالم، خاصة بعد الاعتراف المحلي لعدد من الجهات المسؤولة باحتمالية انهيار الجسر في أي لحظة ودون أي مقدمات ما يحتاج لعملية إستعجالية تعمل على وقف الانزلاق والانهيار قبل الشروع في الترميم.
الخبرة الإيطالية التي أجريت عليه قبل أربع سنوات كانت قد أوصت بضرورة غلقه واقترح إنشاء جسر صغير أسفله كبديل مؤقت لكن الوالي الأسبق عبد المالك بوضياف لقسنطينة، رفض اتخاذ هذا القرار .
وقد وقفت الشركة الايطالية بعد سنة على تدهور كبير لا يحتمل الانتظار، وهو ما استدعى استعجال عملية غلقه سنة2011 أمام حركة المرور.