طباعة هذه الصفحة

الأمريكيّون يستعدّون لانتخاب رئيسهم 46

الدّيمقراطيّون في مهمّة صعبة لهزيمة ترامب

فضيلة دفوس

في الثالث من نوفمبر القادم سيكون الأمريكيون على موعد مع انتخاب رئيسهم 46، والاختيار بين المرشّحين، الجمهوري دونالد ترامب الذي يطمح في انتزاع ولاية ثانية،والديمقراطي جوزيف بايدن الذي يسعى من جهة، إلى تمكين حزبه من العودة إلى سدّة الحكم،ومن جهة ثانية لتحقيق حلمه الشخصي في تتويج مشواره السياسي الطويل بمنصب الرّجل الأول في أقوى دولة بالعالم.


وإذ تكتسي الانتخابات الأمريكية التي تجري كلّ أربعة أعوام أهمّية كبيرة، وتستقطب اهتمام العالم أجمع بالنظر إلى المكانة التي تحتلها الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال متربّعة على هرم النظام الدولي وتتشابك في مختلف أزماته وتفاعلاته، وبالنّظر أيضا إلى ما تقدّمه من نموذج مثالي في التداول على السلطة، فإن الاستحقاق الذي نعيش أطوار حملته المثيرة والمشوّقة، له ما يميّزه عن سابقيه، سواء تعلّق الأمر بالأجواء المحيطة التي يطغى عليها وباء كورونا وما يثيره من انقسامات وتداعيات تلقي بظلالها على سباق البيت الأبيض، خاصة مع إعلان ترامب إصابته بالفيروس الصيني كما يسميه، أو تعلّق الأمر بما يحدثه هذا الأخير من صخب وجذل وإثارة، إذ حوّل حملته الإنتخابية كما جرى الأمر في رئاسيات 2016 إلى ما يشبه البرامج الاستعراضية الترفيهية التي برع في تنظيمها لسنوات طويلة قبل أن يقرّر تغيير مساره واقتحام المجال السياسي.

لمن ستكون الغلبة؟

بعيدا عن أجواء الحملة الانتخابية المشحونة التي تستخدم فيها كلّ وسائل الهجوم والدّفاع المسموح منها وغير المسموح، نقف كما يقف غيرنا عند السؤال الجوهري ونطرح علامة استفهام كبرى «لمن ستكون الغلبة في الثالث نوفمبر القادم، لترامب أم لبايدن؟
في الواقع الجواب ليس بالبساطة التي نعتقد، وهو بكلّ تأكيد سابق لأوانه، لأن عنصر التشويق والمفاجأة يظلّ لصيقا بالعملية الانتخابية الأمريكية إلى غاية إعلان نتائج الاقتراع، فأمريكا ليست بالدّولة التي يعرف رئيسها حتى قبل أن يترشّح، ومن هذا المنطلق يبقى الحديث عن الفائز المحتمل مجرّد تكهّنات واستطلاعات نراها اليوم ترفع كفّة المرشّح الديمقراطي، لكن كلمة الحسم سيقولها الصندوق، وقد تكذب هذه الاستطلاعات كما سبق وحدث في رئاسيات 2016، إذ حقّق ترامب المفاجأة بعدما كانت كلّ التوقعات ترشّح فوز هيلاري كلينتون.
ورغم أن وسائل الإعلام التي ظلّ ترامب يناصبها العداء طول ولايته الرئاسية تعتبر هزيمته حتمية، خاصّة وأن حظّه التّعيس وضعه وهو في سنته الانتخابية وجها لوجه أمام وباء عصف بما حققه من نتائج اقتصادية باهرة، هناك كثيرون يعتقدون بأن المرشّح الجمهوري يملك عدّة نقاط قوّة، أهمّها، أنّه الرئيس القابع في البيت الأبيض، ومعلوم أن فئة كبيرة من الناخبين تفضّل دائما التصويت لمن تعرفه وترفض التغيير ما لم يكن الرئيس سيّئا للغاية، أو يكون المنافس على درجة كبيرة من الجاذبية ويملك برنامجا انتخابيا مقنعا، وترامب بالنسبة لمؤيّديه ليس سيّئا ولا فاشلا أو كاذبا، إذ أنه نفّذ معظم وعوده الانتخابية، وحقّق إنجازات اقتصادية باهرة، حيث رفع مستوى التوظيف وخفض مستوى البطالة قبل أن تضرب كورونا إنجازاته، وهذا ليس ذنبه، كما أنّ لديه جمهورا مخلصا سيصوّت عليه للمرّة الثانية.

هل يفعلها بايدن؟

 في الجهة المقابلة، يرى معارضو المرشح الديمقراطي، جو بايدن، أنّه وإن كان يملك خبرة سياسية طويلة، فإنّه من دون إنجازات مشهودة، كما أنّه في سنّ متقدّمة، وهناك شكوك حول قدراته الذهنية، لهذا لا يتوقّعون فوزه ولا يريدونه، ويعتقدون بأن نقطة القوة الوحيدة لبايدن هي أنه يمثل الشرائح المضادة لترامب، وهذه الشرائح ستصوّت لأيّ كان ضدّ المرشح الجمهوري.
لكن جلّ الاستطلاعات ترى غير ذلك تماما، وتؤكّد بأن بايدن سيفوز ليعيد لأمريكا هيبتها التي ضاعت في متاهة الفوضى التي أحدثتها سياسة ترامب طول السنوات الأربع الماضية، وليكون فوزه بمثابة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في العلاقات الخارجية الأمريكية، إلى حقبة ما قبل ان ينسف ترامب كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وفي انتظار يوم الحسم لمعرفة الفائز بالانتخابات الرئاسية الامريكية، يواصل العالم الاستمتاع بيوميات الحملة الانتخابية التي حوّلها ترامب إلى برنامج ترفيهي ممتع.