طباعة هذه الصفحة

في قمة جبال بني شقران بمعسكر

غياب وسائل النقل يحجب معالم الحضارة عن دوار المزاورة!

معسكر: أم الخير ــ س

يتخبّط سكان دوار المزاورة، نحو 14 كلم عن بلدية الكرط و7 كلم عن بلدية حسين التابع لها اداريا، في مشاكل لا حصر لها، ما يضع هذه المنطقة الجبلية المعزولة بين قمم جبال بني شقران بولاية معسكر ضمن مناطق الظل.

أبدى سكان دوار المزاورة رضاهم وترحيبهم بزيارة وفد وزير الأشغال العمومية، متطلعين الى تحسين اوضاعهم المعيشية في هذه المنطقة المعزولة تماما عن العالم المتحضر، وبهدوء تام استعرض سكان دوار المزاورة انشغالاتهم التنموية لـ «الشعب»، وهي في مجملها احلام متواضعة لشباب وشيوخ واجهوا الكثير من الغبن بصدر رحب.
يتطلع شباب هذا الدوار وساكنته إلى توفير وسائل النقل بالدرجة الأولى للتخلص من العزلة والفراغ الرهيب الذي يتخبطون فيه، في ظل غياب اي مرفق للترفيه او أدنى خدمة شبانية او عمل يشغلون به انفسهم، فهذا الدوار الذي يتوسط قمم جبال بني شقران لا تصلح تربته وتضاريسه لأي نشاط فلاحي يستحق التشجيع، عدا الرعي او تربية الحيوانات التي تتطلب توفر راس مال معتبر، يقول أحد شباب دوار المزاورة التقته «الشعب»، إنه يحتاج الى مبلغ 1000 دج للتنقل نحو بلدية الكرط ذهابا وايابا بحثا عن عمل او قضاء حاجياته، في حال توفرت وسيلة نقل تعبر القرية عن طريق الخطأ، فنادرا ما تصل سيارات الخواص الغرباء عن القرية الى هذه المنطقة الجبلية المعزولة.
أما سكانها الذين يمتلكون مركبات فلاحية مهترئة، فقليلا ما يقدمون خدمة توصيل وتقل بعضهم بعضاً مجانا، فسياراتهم تتعرض للعطب بالنظر الى تضاريس المنطقة الوعرة والطريق المهترئ الذي يشقها، وهم يحتاجون الى صيانة مركباتهم دوريا مقابل وضعهم المادي المتدني.
وأضاف المتحدث مستعرضا الهموم التي تحاصر سكان دوار المزاورة، أن الفقر والعوز يفتكان سكان هذه المنطقة، رغم ذلك يوجد ارتباط غير مفهوم للسكان بهذه المنطقة التي تغيب عنها ملامح الحياة الكريمة، لدرجة انهم لا يفكرون في النزوح الى المناطق شبه الحضرية التي تبعد عنهم بـ 7 و 14 كلم، قائلا إن «المسألة مسألة انتماء، فسكان القرية العزل لم يغادروها حتى فترة المأساة الوطنية التي واجهوها بصبر وثبات مع عناصر الجيش الوطني الشعبي».
ويلتمس سكان دوار المزاورة ببلدية حسين من السلطات المحلية النظر بعين الإعتبار الى مشاكلهم وانشغالاتهم المرتبطة بفك العزلة عنهم، والتي لقي بعضها قبولا مبدئيا على غرار صيانة الطريق الريفي الذي يربط القرية ببلدية الكرط، داعين الى مواصلة صيانة الطريق وتهيئته الى غاية بلدية حسين على مسافة 7 كلم، اضافة الى توفير وسائل النقل العمومي لتخليصهم من العزلة المفروضة عليهم، والتي تصل الى اسابيع لا يغادر فيها السكان قرية المزاورة.
وطالب السكان بتحسين نظام التزويد بمياه الشرب، وانجاز شبكة لمياه الشرب تخفف عنهم عناء التنقل الى منبع رئيسي للمياه من اجل اقتناء الماء الشروب، الى جانب توفير الإنارة العمومية وتوفير الخدمات الصحية وتجارية بذات المنطقة، مع التفكير في حلول لمشكل البطالة الخانقة والفراغ الرهيب الذي يتخبط فيه شباب القرية.