تتواصل، لليوم الثاني على التوالي، الدورة التكوينية والتدريبية الخاصة بتعزيز قدرات الصحفيين في مجال البيئية والتنمية المستدامة، التي تحتضنها دار البيئة لولاية وهران في أول نشاط لها بعد تدشينها، أمس، من قبل وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، نصيرة بن حراث، على هامش زيارة عمل وتفقد لبعض مشاريع القطاع.
أبرزت «بن حراث» في تصريح لها بالمناسبة، أنّ الدورة التكوينية «تأتي تجسيدا لمحور هام جدا، جاء في ورقة الطريق المعتمدة من طرف وزارة البيئة، التي تعتبر الصحافة المكوّن الأساسي فيها، بالنظر لدورها الحاسم في توسيع دائرة المعرفة وإيصال الرسالة البيئية للمواطن، خصوصا مع تطور وسائل الاتصال وسرعة نقل المعلومات».
وأكدت الوزيرة، «إيلاء محور التكوين الإيكوـ اجتماعي عناية خاصة، باعتباره يرتكز أساسا على المواطنة البيئية والإعلام الأخضر والتكوين»، معتبرة في الوقت نفسه أنّ «الصحافة أحد الدعائم الأساسية التي تساهم في تحسين وتطوير الوعي وترسيخ الثقافة البيئية، وهذا ما يمكن بلوغه ـ بحسبها ـ من خلال تحقيق نقلة نوعية في البرامج والتحقيقات المتعلقة بالبيئة».
وأوضحت في سياق متصل، أن البرنامج الوطني الخاص بالتربية والإحساس لفائدة الأسرة الإعلامية، مكمل أساسي لجملة البرامج التوعوية والتحسيسية التي تقع على عاتق وزارة البيئة، وتجسدها المؤسسات تحت الوصاية، قصد المساهمة الفعّالة في دعم جهود حماية البيئة وتحسين الإطار المعيشي للمواطن.
وتندرج هذه الدورات التكوينية، بحسب نفس المسؤولة، في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة البيئة ووزارة الاتصال، الهادفة إلى تحسين قدرات ومهارات الصحفيين في معالجة إشكالات ومختلف المواضيع المتعلقة بالبيئة، وذلك ضمن المساعي المستمرة لتنفيذ استراتيجية القطاع في مجال التحصيل والتوعية البيئية، وكذا تطوير قدرات مختلف الشركاء على المستوى المحلي.
وينتظر من هذا البرنامج ـ استنادا إلى نفس التوضيحات ـ تكوين شبكة من الصحفيين والمراسلين المختصين في المجال البيئي، من خلال تكوين 700 صحفي ومراسل من مختلف المؤسسات الإعلامية عبر مختلف ولايات الوطن، وصولا إلى تجسيد رؤية الحكومة في حماية البيئة والحافظ عليها، بالنظر إلى الدور الذي يقوم به الإعلام في غرس مختلف القيم البيئية في المجتمع.
وثمن الصحفيون المعنيون والممثلون لمختلف المؤسسات الإعلامية هذه الدورة التكوينية التي ينظمها المعهد الوطني للتكوينات البيئية خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 22 أكتوبر، وذلك بالنظر إلى أهمية المواضيع المختارة في تعزيز المهارات المهنية، لاسيما مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة والإنتاج النظيف والاستهلاك المستدام، وكذا التربية البيئية من أجل التنمية المستدامة والتسيير المتكامل للنفايات والحفاظ على التنوع البيولوجي.
من جهتها، ثمنّت الجمعيات البيئية، بمناسبة الافتتاح الرسمي لـ «دار البيئة» لولاية وهران، فكرة إنشاء هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الإداري والتجاري، كونها فضاء متميزا للقاءات وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين والعاملين في المجال البيئي، ومن مهامها الرئيسة التكوين والتربية، وكذا التحسيس في مجال المحاضرات والملتقيات والمعارض التي تتزامن مع الأيام الوطنية والعالمية.