أعطى والي بومرداس إشارة إعادة تهيئة حي المحجر ببلدية رأس جنات شرق بومرداس، الذي يعرف حالة اهتراء كبيرة في الطرقات والمسالك المؤدية الى السكنات، إضافة إلى انعدام شبكة الصرف الصحي، الإنارة العمومية والمرافق الأساسية ما عدا مدرسة ابتدائية قديمة وقاعة علاج تم فتحها مؤخرا رغم ارتباط الحي بمشروع «المحجرة»، وعلى بعد أمتار من الميناء في موقف متناقض لا يمكن تبريره بغياب الموارد على هذه المنطقة الغنية.
لم ترق زيارة ميدانية لوالي بومرداس، أول أمس، إلى تطلعات السكان الحقيقية في مجال تجديد شبكة مياه الشرب، الغاز الطبيعي، مرافق الشباب المنعدمة، هاجس البطالة، تحدي فك العزلة وتسجيل مشروع طريق مزدوج وخط للسكك الحديدية المسجل للانجاز لربط المنطقة الشرقية بالعالم الخارجي، والتكفل بانشغالات عدد من أحياء وقرى بلديات رأس جنات، دلس وبن شود حسب ما رصدته «الشعب» من أصداء لدى المواطنين.
شكّل برنامج الزيارة جملة مشاريع بسيطة، تتعلق اغلبها بمشاريع تهيئة للطرقات ومعالجة بعض النقاط السوداء المتعلقة بانزلاقات التربة، كانت أعلنت عنها سابقا مصالح الدائرة أمام الضغوطات وحركة الاحتجاج التي قام بها سكان بلدية اعفير.
وأغلبها عمليات تستدعي تدخلا سريعا وعاجلا من قبل المصالح التقنية بالبلديات لانجاز أشغال صيانة وتهيئة لفك العزلة، وتحسين الإطار المعيشي للمواطن الذي يكابد يوميا مع أزمة النقل بسبب اهتراء الطرقات الناجمة عن انسداد قنوات الصرف ومجاري مياه الأمطار، ولا تتطلب التماطل وبرمجة زيارة خاصة للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لتدشينها.
ومن المشاريع التي كانت محل معاينة مشروع تهيئة قاعة العلاج بقرية اولاد صابر، التي كانت في الأصل عملية بالرغم من النقص الفادح في الوسائل والتخصصات الطبية، إضافة إلى انعدام مصلحة للاستعجالات، المداومة الطبية، غلق القاعة قبل منتصف النهار، سيارة إسعاف مثلما طالب به السكان منذ سنوات، خاصة وأنها تشكل القبلة الصحية الوحيدة لمجموعة من القرى النائية بالمنطقة.
وهي النقاط التي سكت عنها مدير الصحة ورئيس الدائرة والبلدية، الذين هلّلوا لهذا الانجاز الكبير في محاولات تضليلية عن الواقع الحقيقي لمواطني البلدية، كمطالب انجاز ملاعب جوارية لقرى عرش بني ثور المكون من 15 قرية، قاعة للرياضة، مركز ثقافي، فضاء للعب الأطفال، أزمة السكن الريفي مقابل إقصاء طالبي السكن الاجتماعي من حق الاستفادة باعتبارها مصنفة منطقة شبه حضرية، حسب تصريحات المواطنين.
كما حملت الزيارة نقاط أخرى منها موقع 257 مسكن بحي تاقدامت، الذي يفتقد للغاز الطبيعي منذ أزيد من ثلاثة سنوات تاريخ دخول العائلات التي كانت تقطن بالشاليهات والسكنات الهشة، الاستماع الى عرض حول مشروع معالجة انزلاق التربة في الطريق البلدي الرابط بالطريق الولائي رقم 154 على مستوى قريتي «تيزغوين و»دار رابح»، مع إعطاء إشارة فتح مسلك بين قريتي «سيدي موسى» «وبعادشية» ببلدية بن شود.
وتبقى تساؤلات المواطنين قائمة عن دور المديرين التنفيذيين في متابعة المشاريع القطاعية المسجلة لفائدة السكان بالبلديات ونقاط الظل بالخصوص في مجال الموارد المائية، شبكة الغاز، المرافق الرياضية التي لم تنجز، أشغال تهيئة الطرقات وإعادة الوضعيات إلى حالتها الطبيعية الناجمة عن عمليات تمرير القنوات التي تسبّبت في تخريب جزء كبير من شبكة الطرق بالتسبب في مطبات وحفر مستدامة لعدم إلزام المقاولات بإتمام الأشغال، وكلها أعباء تقع على عاتق السلطات المحلية التي تفتقد للموارد المالية لكنها تبقى أزمة مستمرة لتحديد المسؤوليات في الميدان.