أشرف، أول أمس، رئيس أركان الناحية العسكرية الخامسة، العميد زياد السعيد، على مراسيم حفل تسمية مدرسة صف الضباط للعتاد، المتواجدة بمرتفعات العربي بن مهيدي بسكيكدة، باسم الشهيد “مسعود حميدة”، حفل التسمية حضره إلى جانب السلطات المدنية والعسكرية للولاية، إطارات في صفوف الجيش الوطني الشعبي بالناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، وممثل عن الأسرة الثورية بالولاية، وممثلين عن أسرة الشهيد مسعود حميدة ويتعلق الأمر بابنه الوحيد وزوجته، واللذين تم تكريمهما بالمناسبة من طرف رئيس أركان الناحية الخامسة.
وأبرز رئيس أركان الناحية الخامسة، في كلمته أن “ عملية إطلاق أسماء شهدائنا الأبرار على الهياكل العسكرية، تطبيقا للمقرر رقم 65 المؤرخ في 8 فيفري 2014 والصادر عن السيد الفريق نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، والمتضمن تسمية مدرسة صف الضباط للعتاد باسم الشهيد البطل مسعود حميدة”، مشيرا إلى أن “هذه المبادرة تستحق الإشادة والتتشجيع، وهي تهدف بالأساس إلى تثمين رصيدنا التاريخي وترسيخ المبادئ الفاضلة لدى الأجيال القادمة، خاصة وأن مكانة الشهيد مقدسة عند الجزائريين مند الأزل”.
كما قدّم قائد المدرسة العقيد خليلي محمد الأمين من جهته كلمة أبرز من خلالها بطولات وتضحيات الشهيد الذي أصبحت هذه المؤسسة العسكرية التكوينية تحمل إسمه، مؤكدا على أن تخليد الشهداء يكون بالمحافظة على الأمانة وهي المحافضة على الجزائر، والاقتداء بقيمهم وخصالهم الطيبة، وتوارثها جيل بعد جيل، لتبقى محفورة في ذاكرتنا الجماعية، نقتفي أثرها ونسير على هداها”.
كما كانت الفرصة كذلك للتذكير بتضحياته من خلال استعراض سيرته النضالية وإبراز أهمّ محطات كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي خلال ثورة أوّل نوفمبر 1954 الخالدة، والتي أبلى فيها الشهيد بلاءا حسنا،
حيث ولد الشهيد مسعود حميدة بدوار بوطيب بلدية السبت ولاية سكيكدة يوم 20 جويلية 1929 لوالده السعيد بن لخضر وأمه مريم تواهمية وسط أسرة فلاحية كريمة الأصل ميسورة الحال،وشاء القدر أن يتوفى والد الشهيد وهو في مهده ولم يبلغ من العمر سوى أربعين يوما فكفله جده ثم عمه عيسى الذي قام بتربيته وتعليمه في كتاتيب على يد أعلام القرآن والسنة، ليُتم حفظ القرآن وينهل من الفقه والسنة، مما أهله ليصبح فيما بعد معلما لكتاب الله عز وجل.
ولنضج الوعي النضالي للشهيد البطل، كان من الأوائل الدين لبوا نداء الجهاد ضد المستعمر الفرنسي،فانخرط في صفوف الحركة الوطنية حيث كُلف بجمع الاشتراكات والتكفل بالحالات الاجتماعية للمواطنين، ولقوة شخصيته تمكن في العديد من المرات من فض العديد من النزاعات بين العائلات، خاصة ما تعلق بشؤون الميراث والخصومات، مما أكسبه مكانة محترمة بين أهل المنطقة.
التحق الشهيد بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 كعنصر نشيط وفعال في الجبال المحيطة ببلدية السبت التابعة للولاية التاريخية الثانية حيث كلف بالإعلام والاتصال تحت إشراف وقيادة كل من العقيد عمار بن عودة والمرحوم العقيد علي منجلي وغيرهما.