عادت مظاهر الاحتجاجات لتحرك قاطني الشاليهات بولاية بومرداس، للضغط على السلطات الولائية، من أجل مواصلة عملية إعادة الإسكان التي تسير بوتيرة بطيئة منذ سنة 2016 تاريخ انطلاقها من أجل القضاء النهائي على الظاهرة، ومعها الأحياء السكنية الهشة التي يعود الكثير منها إلى الفترة الاستعمارية، فيما نفذ صبر العائلات التي تعاني داخل بيوت الصفيح وسط ظروف معيشية وصحية جد صعبة، في وقت تشهد أغلب المشاريع السكنية تأخرا في الإنجاز.
لم تعد الوعود المقدمة في كل مرة لقاطني الشاليهات تجدي نفعا، حسب تصريحات العائلات التي تنتظر عملية إعادة الإسكان خوفا من قضاء فصل شتاء بارد على الأبواب في بيوت لم تعد تق ساكنيها من الحر والقر، بل حرمتهم من حياة كريمة بسبب غياب التهيئة، ومتطلبات الصحة خاصة بالنسبة لفئة الأطفال وكبار السن، الذين انتشرت وسطهم الأمراض المزمنة كالربو والحساسية.
مظاهر كان سببها طبيعة السكنات الهشة الضيقة وتركيبتها من الحديد والصفيح، ناهيك عن حالة التكدس التي تعاني منها العائلات كبيرة العدد مقابل طول مدة الانتظار، في حين لم يكن لأطفال هذه الأحياء حظا وافرا في مجال الترفيه لافتقداهم مساحة لعب تخفف عنهم حالة الحرمان.
وجاء الدور هذه المرة على قاطني الشاليهات لبلدية تيجلابين، الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 5 للمطالبة بإعادة الإسكان رغم ترحيل عدد منهم إلى سكنات جديدة، حيث ما تزال هذه البلدية كغيرها من بلديات الولائية، تتقاسم مواقع الشاليهات المتبقية بتعداد أزيد من 5 آلاف شالي تنتظر عملية التفكيك لطي هذا الملف الأسود، الذي تحول إلى ارث ثقيل للسلطات المحلية.
وتحرك أصحاب طلبات السكن الاجتماعي، «للتنديد بحالة الغبن التي يعيشونها بسبب تعطيل معالجة الملفات والاستفادة من المشاريع السكنية في الصيغة الاجتماعية التي استهلكتها مواقع الشاليهات كأولوية حسب رواية السلطات لكن على حساب العائلات المحتاجة في الأحياء حسب تصريحات المواطنين».
يذكر أن قاطني الشاليهات لبلدية تيجلابين المقدر بـ 450 شالي قد تلقوا عدة وعود بإعادة الإسكان كغيرهم بباقي بلديات الولاية كزموري، قورصو، عمال كان آخرها خلال زيارة المعاينة والتفقد التي قام بها والي الولاية شهر فيفري الماضي، بتحديد نهاية السداسي الثاني من هذه السنة كموعد للترحيل، لكن الواقع يفرض أجندته بدقة.
71 عملية تنموية للتهيئة وتحسين الإطار المعيشي
بعيدا عن أزمة الشاليهات وأزمة السكن، تواصل السلطات الولائية برنامج معالجة نقاط الظل عبر البلديات، التي تعاني عجزا في مجال التهيئة الحضرية وانعدام المشاريع التنموية والحاجيات الأساسية، التي يتطلع إليها السكان كالغاز الطبيعي، تهيئة الطرقات، الإنارة العمومية، تهيئة المدارس الابتدائية وغيرها من النقائص التي تطبع يومياتهم، حيث كان نصيب بلدية تيجلابين، في هذا الخصوص 71 عملية تنموية بغلاف مالي تجاوز 60 مليار سنتيم، حسب ما كشف عنه قبل أيام رئيس دائرة بومرداس في لقائه مع ممثلي فعاليات المجتمع المدني، منها 19 عملية لفائدة قطاع الأشغال العمومية، من أجل تهيئة وتجديد شبكة الطرقات داخل الأحياء وباتجاه القرى الجبلية المعزولة، مع تسجيل مشاريع لفتح مسالك جديدة لفك العزلة على مناطق سكنية اعاني شبه عزلة.
واستفاد قطاع الموارد المائية من 13 عملية لصيانة وتجديد قنوات الربط بمياه الشرب لوضع حد لحالة المعاناة التي تكبدها سكان تيجلابين، في رحلة البحث عن المياه وتذبذب برنامج التوزيع اليومي بسبب حالة الاهتراء التي تعرفها قنوات التوصيل الثانوية ومعها القناة الرئيسية التي تزود 25 قرية مشتركة ما بين بلديات تيجلابين، بني عمران وسوق الحد تشمل قرى بني فودة، المرايل، العزلة، أهل الواد انطلاقا من سد قدارة بتعداد سكاني تجاوز 6 آلاف نسمة.
وهي القضية التي نوقشت شهر جوان الماضي من طرف المجلس الولائي بحضور رؤساء البلديات وممثلي قطاع الموارد المائية والجزائرية للمياه بهدف وضع برنامج عملية لضمان التموين المنتظم للسكان ومعالجة ظاهرة السرقات والربط غير القانوني من قبل الفلاحين.