بدأ الجيش الليبي، مدعوما بميليشيات محلية، عملية عسكرية بمدينة بنغازي، شرق البلاد، أمس، قصد تطهير المنطقة من العصابات الخارجة عن القانون، بحسب ما أكدته مصادر أمنية.
وأكد مصدر أمني ببنغازي، أن العمليات العسكرية في مدينة بنغازي تقودها قوات الجيش الليبي ضد معاقل المتطرفين والمسؤولين عن الانتهاكات الأمنية.
وأضاف المصدر الأمني لوسائل الإعلام، أنه تم إغلاق طريق مطار بنغازي جراء اشتباكات جرت بالقرب منه، لافتا أن ما يجري من عمليات عسكرية بشرق ليبيا لم يكن وليد اللحظة، بل بناء على اتفاق مسبق شاركت فيه كافة القيادات العسكرية والمسؤولين.
وتابع قائلا: “إن طيران سلاح الجو الليبي انطلق من قاعدة بنينا ويحوم الآن فوق سماء بنغازي”.
من جهة أخرى، قال العقيد محمد الحجازي، ناطق سابق باسم الغرفة الأمنية ببنغازي، في تصريحات صحفية، أمس، إن “قوات ليبية عسكرية تخوض معركة مع تشكيلات إرهابية فى منطقتي «سيدي فرج» و«الهواري».
وفي السياق ذاته، دعا حمدي النحيلي، أحد عناصر كتيبة “الردع الثوار”، إلى المشاركة في تأمين بنغازي و«القضاء على الإرهاب”.
وجاءت العملية الأمنية غداة مقتل ثلاثة ليبيين، بينهم جنديان في الجيش ورجل دين على أيدي مسلحين مجهولين في مدينة بنغازي، صباح الخميس، فيما استهدف مجهولون آخرون مبنى محكمة أجدابيا الابتدائية بعبوة ناسفة، كما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وقال مصدر أمني في مدينة بنغازي، “إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على شيخ مناهض للتطرف والعنف عقب خروجه من المسجد بعد أدائه صلاة الصبح في أحد مساجد منطقة السلماني وسط المدينة”.
في السياق ذاته، أضاف المصدر الأمني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، “إن جنديين من القوات الخاصة والصاعقة التابعة للجيش الليبي، قتلا بعد خروجهما من المعسكر صباح الخميس”.
وأوضح أن الجنديين عادل محمد العقوري وصالح ميلاد زايد، أُمطرا بوابل من الرصاص على أيدي مسلحين مجهولين في منطقة بن يونس بالقرب من مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث وقتلا على الفور.
من جهة أخرى، وفي تطور لافت لمجرى العنف الذي تعاني منه البلاد، أقدم مجهولون، فجر الخميس، على إلقاء عبوة ناسفة تحمل كميات كبيرة من مادة “تي.إن.تي” شديدة الانفجار، على مبنى محكمة أجدابيا الابتدائية، وقد سبب انفجارها أضرارا مادية جسيمة في المبنى والمباني المجاورة له.
ومنذ الإطاحة بالنظام السابق في 2011، يشهد شرق ليبيا، ولا سيما بنغازي العديد من الاعتداءات والاغتيالات التي تستهدف، خصوصا قضاة وعسكريين ورجال شرطة ونشطاء سياسيين وإعلاميين.
كما تعرضت عدة مبانٍ عدلية في شرق البلاد إلى استهدافات مماثلة، ما جعل أعضاء الهيئات القضائية يعلقون أعمالهم، خصوصا في بنغازي ودرنة التي تنشط فيها الجماعات المتطرفة.