تشهد بلدية الناصرية، شرق بومرداس، أشغال تهيئة حضرية عبر الأحياء السكنية من أجل إعادة الطابع الحضري لهذه المنطقة شبه الريفية التي لا تزال تعاني من نقص مشاريع التنمية المحلية والتهيئة رغم التوسع العمراني الكبير شبه الفوضوي، بسبب افتقاده لمشاريع عصرية متكاملة تعكس البعد التاريخي لمدينة «العزيب»، وهي التسمية المشهورة التي يحتفظ بها السكان، مع انتشار عدة بؤر سوداء تهدد السكان بالفيضانات، وتدهور كبير لشبكة الطرقات..
استفادت بلدية الناصرية الواقعة في حدود ولاية تيزي وزو من مشروع جزئي لتهيئة عدد من الأحياء والأرصفة التي عرفت تدهورا كبيرا بسبب غياب الصيانة وأزمة تصريف مياه الأمطار وانسداد القنوات التي تتسبب سنويا في اهتراء شبكة الطرقات البلدية والولائية وباقي المسالك الأخرى المؤدية إلى الأحياء والقرى، في حين تبقى الكثير من المشاريع العمومية عالقة أو تعرف تأخرا كبيرا في الانجاز بحسب السكان الذين يطالبون بتحسين الإطار المعيشي وتوفير أساسيات الحياة كالغاز الطبيعي، أزمة مياه الشرب المستمرة، المرافق الشبانية خاصة في القرى والمناطق السكنية المعزولة التي تشكل النسيج العمراني للبلدية.
تبقى البلدية ذات الطابع الجبلي، وهي مقر الدائرة التي تضم أيضا بلدية أولاد عيسى مهددة بالفيضانات وظاهرة انزلاق التربة، حيث لا يزال السكان متخوفون من تكرار فيضانات 2018 التي غمرت أحياء المدينة وتسببت في خسائر مادية في الطرقات بالأخص وان المنطقة لا تزال بها عدة نقاط سوداء تشكل مصدر خطر، وعليه باشر الديوان الوطني للتطهير فرقة بغلية عملية تنظيف وتنقية للبالوعات وقنوات شبكة الصرف الصحي لحماية المنطقة من كوارث محتملة في حالة عودة الاضطرابات الجوية، لكنها غير كافية بنظر المواطنين في حالة انعدام مخطط وضع لمعالجة الظاهرة.
يتطلع سكان المنطقة إلى تسجيل مشاريع حيوية لإخراج بعض القرى المصنفة ضمن مناطق الظل من العزلة عن طريق تجديد شبكة الطرقات، توفير الإنارة العمومية والاهتمام أكثر بفئة الشباب، وهي طاقة كبيرة جزء كبير منها يعاني التهميش والبطالة الى جانب افتقاده للمرافق والهياكل الرياضية على الرغم من استلام مسبح شبه أولمبي نهاية سنة 2019 الذي كان مكسبا كبيرا لفائدة الشباب والجمعية الرياضية المحلية التي كانت تنشط على مستوى مسبح برج منايل.
هي جملة من الانشغالات العديدة المطروحة من قبل سكان الناصرية، منذ سنوات، على أمل أن يتحرك المجلس البلدي لتسجيل مشاريع مستعجلة تخرج المنطقة من شبه العزلة المفروضة عليها على الرغم من موقعها الحيوي بجانب الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين العاصمة وتيزي وزو، كما تبقى فرصة اللقاءات التي برمجها والي الولاية مع فعاليات المجتمع المدني بالبلديات والدوائر مناسبة هامة لرفع هذه الانشغالات وطرحها بطريقة مباشرة من أجل تخصيص أغلفة مالية لتجسيد المشاريع العالقة وبرمجة أخرى بحسب مبدأ الأولوية، ومعالجة قضية مشروع 100 وحدة سكنية في صيغة الاجتماعي التساهمي التي انطلقت سنة 2012 دون تسليمها لأصحابها.