أكد حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، دعمه المطلق لمشروع تعديل الدستور، وأعلن تعبئة قواعده للمساهمة في إنجاح الاستفتاء الشعبي المقرر في الفاتح نوفمبر المقبل، واعتبر في المقابل، المواعيد الانتخابية القادمة «أولوية مستعجلة» تسبق عملية «ترتيب» و»تطهير» واسعة للبيت الداخلي.
قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، بعجي أبو الفضل، إن موقف الحزب من التعديل الدستوري المطروح للاستفتاء الشعبي، هو»الدعم والمساندة»، وذلك خلال إشرافه على أشغال ملتقى وطني لرؤساء المجالس البلدية والولائية المنتخبة، بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة.
وبنا الحزب موقفه الداعم والمؤيد، على ما تضمنته الوثيقة النهائية لمشروع تعديل الدستور «من بنود مكرسة للحقوق والحريات الفردية والجماعية، وضمان استقلالية القضاء، وحماية الثوابت الوطنية من لغة ودين وعلم ومرجعية تاريخية وانتماء حضاري»، حسب بعجي.
الأمين العام لحزب الأفلان، دعا رؤساء المجلس البلدية والولائية الذين حضروا اللقاء ومن ورائهم كل الإطارات والمناضلين «إلى التعبئة والتجنيد والتجند، لشرح محتوى مشروع تعديل الدستور وإقناع المواطنين بأهميته في بناء الجزائر الجديدة». وأعلن مشاركة الحزب بقوة في الحملة الانتخابية التي تسبق موعد الاستفتاء الشعبي والمقرر انطلاقها، نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل. وفي سياق آخر، أشاد أبو الفضل بعجي بالمواقف المعلنة من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيال القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، الأزمة الليبية ومستجدات الوضع في مالي والقضية الصحراوية.
وكان رئيس الجمهورية أكد الأسبوع الماضي، تشبث الجزائر بالقضية الفلسطينية باعتبارها «مركزية ومقدسة»، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، وشدد على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وعدم مباركة ما تقوم به بعض الدول من تطبيع للعلاقات مع هذا الاحتلال الغاشم.
على صعيد آخر، يمنح حزب جبهة التحرير الوطني، حسب أمينه العام، أولوية قصوى للاستحقاقات الانتخابية التي ستعقب مباشرة الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، وقال إنها « محطة استعجالية ينبغي التحضير لها منذ اللحظة».
ويرتقب إجراء انتخابية تشريعية ومحلية مسبقة، بحلول نهاية السنة الجارية، عقب تعديل القانون العضوي للانتخابات، الذي شرعت لجنة خبراء بقيادة البروفيسور أحمد لعرابة في صياغة محتوى نص قانوني جديد يضمن أخلقة العمل السياسي.
واعترف بعجي أبوالفضل، أن وضعية الحزب «متدهورة»، وسيباشر فور نهاية المواعيد الانتخابية «إصلاحات داخلية عميقة تتوج بالذهاب نحو مؤتمر يحضره المناضلون الحقيقيون بعيدا عن التهريج والمزايدة».
وتوعد المتحدث بشنّ حرب شاملة على المال الفاسد داخل الحزب الذي «اختطف من أبنائه مثلما اختطفت مؤسسات دستورية»، ومع ذلك لا ينفي «مسؤوليته» في الانحرافات التي عرفتها البلاد. وقال بعجي: «سأحارب الفاسدين والدخلاء والغرباء الذين تسربوا لصفوف الحزب بدعم من قوى غير دستورية أو بسطوة المال الفاسد»، مؤكدا العمل على إعادة الاعتبار للحزب وتنقيته صورته لدى المواطنين من خلال المصارحة والمكاشفة بالحقائق.