تتواصل بدار الثقافة الدكتور «أحمد عروة» بالقليعة فعاليات الطبعةالـ 2 لـ»الصالون الوطني للّباس والعرس التقليديين»، بمشاركة جمعيات ناشطة قدمت من 10 ولايات، تم اختيارها وفقا لمعايير التمثيل الجهوي للأقطاب الثقافية البارزة بالوطن، في بادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على الموروث الثقافي لمختلف ربوع الجزائر. هذا مارصدته «الشعب» بعين المكان .
تأتي هذه التظاهرة في خضم الاحتفالات المقامة في شهر التراث، الجمهور العريض وتقاليد مختلف جهات الوطن، بحيث أدرجت ببهو دار الثقافة أجنحة لعرض جهاز العروس ولباس العريس وأغراض أخرى تقتضيها تقاليد الأعراس بكل منطقة من مناطق الجزائر، إضافة إلى عرض أطباق متنوعة من الكسكسي، الذي يحضر بطرق مختلفة، حسب كل منطقة، على أن تختتم التظاهرة يوميا بعرض نموذجين للأعراس الشعبية، بالطريقة التقليدية لجهتين مختلفتين من الوطن، بحيث شهدت عشية الافتتاح عرض العرس التقليدي التلمساني، الذي مثلته جمعية ثقافية نشطة بمدينة الغزوات وأقامت العرس في نسختين متناسقتين تبرزان مدى محافظة أهل المنطقة على تقاليد الأجداد التي لا يزال الحصان العربي الأصيل يتكفل فيها بنقل العروس إلى بيت زوجها، واكتفى ممثلو الطابع الشاوي ، الذين قدموا من ولاية خنشلة بالتحديد بتقديم جملة من الأغاني الشعبية، التي امتزجت فيها الرقصات المميزة للرجال والنساء بصوت البندير وألحان الناي المعبرة، والنابعة من عمق بلاد الشاوية دون إظهار العروس للجمهور. يتضمن برنامج التظاهرة الذي يمتد على مدار 5 أيام عرض التقاليد الشعبية المرتبطة باللباس التقليدي والأعراس لمناطق مستغانم والشلف من الغرب الجزائري والجلفة وبوسعادة وتيبازة.. وكذلك منطقة القبائل بتيزي وزو من الوسط، إضافة إلى منطقة تمنراست الممثلة لعادات وتقاليد التوارق التي لا تزال تتشبث في إحياء حفلاتها بآلة الامزاد المصنفة مؤخرا ضمن التراث العالمي، من طرف اليونسكو، بحيث عمدت الجمعية الممثلة للمنطقة إلى تقديم نموذج من هذه الآلة لمدير دار الثقافة بالقليعة، لإبراز مظاهر الترابط بين مختلف ربوع الجزائر العميقة، مع الإشارة إلى مبادرة المنظمين المتعلقة باستقدام نفر من المختصات والمختصين في البوقالات التي كانت تعوض التلفزيون والأنشطة الأخرى لدى الآباء والأجداد.. خلال الفترات الليلية خاصة ويعرض هؤلاء كل أمسية جملة من البوقالات المتعلقة بمواقف معينة أو فئات أو أشخاص لهم صلة مباشرة بالجمهور بخلفية إضفاء أجواء من المرح والبهجة في أوساط الحضور ولا يزال هؤلاء يصنعون الفرجة بدار الثقافة بالقليعة إلى غاية السبت القادم.