لا يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوى أربعة أسابيع، ومن المقرر أن يحسم في الرئيس الجديد الذي سيحكم بلد العم «سام»، خلال الأربع سنوات المقبلة، ورغم الثقة بالنفس التي يتحلى بها ترامب وجعلته متيقنا بأنه المرشح الأقوى والأحق بالفوز، لكنه مازال متخوّفا مما وصفه بإمكانية إقدام الديمقراطيين على التزوير، خاصة في ظل التصويت عن طريق البريد والذي يرى أنه قد يفتح المجال، بل ويسهل من حدوث التلاعب بالأصوات.
لا يتردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مختلف تجمعاته الانتخابية في توجيه انتقادات لاذعة تقلل من وزن وفعالية منافسه في السباق الانتخابي جو بايدن، وفي كل مرة يحاول إقناع الناخبين عبر خرجاته، بأن بلده يحتاج إلى قائد حقيقي وزعيم محنك، ولا يخفى أن هذه الشروط بحسب تقديره لا تتوفر في منافسه بايدن، في وقت جدّد ترامب انتقاده لطريقة الاقتراع عبر البريد، التي قال إنه يمكن أن يفضلها نصف الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية، المقرر تنظيمها بتاريخ 3 نوفمبر 2020. برر الرئيس ترامب ذلك بأن الأمريكيين قد لا يتعرفون على الفائز في الانتخابات الرئاسية التي تكتسي أهمية في مستقبل البلاد قبل أشهر عدّة بسبب الخلافات في شأن بطاقات الاقتراع بالبريد. وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك عندما شكك مسبقا بنتيجة الاقتراع.. بالبريد فهل يستطيع رفضها؟
وكان الرئيس الأمريكي الحالي، قد قالها صراحة في خطاب له أمام تجمع حاشد في «نيوبورت نيوز»، بولاية فرجينيا، عندما تحدث عن تفضيله معرفة إذا ما كان قد فاز أو خسر بسرعة، بدلا من انتظار بطاقات الاقتراع البريدية. أي «يحب مشاهدة التلفزيون ومعرفة الفائز»، مستبعدا تحقيق ذلك في ليلة الاقتراع. لذا لمّح إلى إمكانية عدم قبوله بنتائج الانتخابات في حالة عدم فوزه، متوقعا في هذه الحالة أن تعلن المحكمة العليا الفائز. بسبب ذلك أثار ترامب موجة من الاستياء والاستنكار وسط الأمريكيين، بعدما أشار إلى أنه قد لا يقبل بنتائج انتخابات 3 نوفمبر المقبل إذا تعرض للهزيمة. وحجته في ذلك أن الديمقراطيين سيستولون على عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لتزوير نتائج التصويت. بحسب ما أكده في مناسبات مختلفة.
وللإشارة فإن الرئيس الجمهوري ترامب الذي بدا متخلفا عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي، رفض استبعاد هذا الاحتمال عندما سئل نهاية الأسبوع، عما إذا كان سيدعم انتقالا سلميا للسلطة. فأجاب:»سوف نرى ما سيحدث.
أما فيما يتعلق بالمرشح الديمقراطي بايدن، فقد راهن على إقبال أصحاب البشرة السمراء على التصويت كي يفوز في السباق الرئاسي المقبل، وبدوره أمطر منافسه ترامب بوابل من التهم، كونه يعتقد بأنه غير قادر على الشعور بالمعاناة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، عقب تسجيل بيانات تعكس تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية. وبالموازاة مع ذلك يعتقد الخبراء المستقلون في مجال أمن الانتخابات، أن عملية تزوير الانتخابات أمر نادر جدا في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذا يقترب الأمريكيون من موعد الانتخابات، في ظل ما يوصف بالتعقيدات المتعددة، بفعل تداعيات فيروس كورونا، وإلى جانب تداعيات ملف المواطن الأمريكي جورج فلويد الذي مات مقتولا، والذي فجرت بسببه احتجاجات صاخبة. يذكر أن المرشح بايدن الذي يبلغ من العمر 77عاما متفوّق على ترامب، البالغ من العمر 74 عاما في استطلاعات الرأي. لكن رغم أن الكفة تبدو لصالح الرئيس الحالي ترامب، لكن بايدن قادر على صنع المفاجآة والفارق..فهل سيعود الديمقراطيون إلى البيت الأبيض أم يتمكن ترامب من التربّع مرة أخرى على كرسي الحكم؟