ثمن رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل «ندى»، عبد الرحمن عرعار، «الإصلاحات المهمة» التي جاء بها مشروع تعديل الدستور فيما يتعلق بالمجتمع المدني، معتبرا أن استحداث مرصد وطني للمجتمع المدني «قيمة مضافة» للنشاط الجمعوي.
في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية قال عرعار، الذي يترأس أيضا المنتدى المدني للتغيير قيد الاعتماد، إن من «أهم الإصلاحات» التي جاءت في وثيقة مشروع تعديل الدستور، الذي سيعرض على الاستفتاء الشعبي في الفاتح من نوفمبر القادم، ما يتعلق بالمجتمع المدني، وأضاف قائلا: «أثمن ما جاء من إجراءات وآليات حول النشاط الجمعوي».
وحسب ما جاء في ذات الوثيقة، ذكر مصطلح المجتمع المدني في الوثيقة ست مرات ولأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة يذكر في الديباجة، وهو ما يؤكد التزام السلطات العليا في إعطاء المجتمع المدني مكانته الطبيعية والمستحقة.
وبعدما كان المجتمع المدني «مغيبا» في الحياة السياسية الجزائرية، يبرز عرعار، «جاء اليوم مشروع تعديل الدستور لإشراكه في صنع السياسات العامة ومراقبة ومتابعة تنفيذيها وكذا إشراكه في محاربة الفساد بالإضافة إلى مهامه الأساسية المرتبطة بقضايا الأسرة والشباب والمرأة والتنمية وغيرها من ميادين الحياة اليومية».
وحول ما جاءت به المادة 53 من مشروع تعديل الدستور والتي تنص على أن «حق إنشاء الجمعيات مضمون، ويمارس بمجرد التصريح»، اعتبر عرعار أنه ليس ب»ضمان لوحده لو لم يعدل قانون 12- 06 المتعلق بالجمعيات»، لأن التصريح في القانون الحالي، يضيف موضحا، فيه «الكثير من الاجراءات الادارية والبيروقراطية التي تعرقل العمل الجمعوي».
خصص قانون 12- 06 فصلا كاملا متعلقا بإنشاء الجمعيات وينص على العديد من الإجراءات والوثائق الواجب توفرها بالإضافة إلى حق الإدارة في رفض تسليم الاعتماد، في حين أعطي للجمعية حق رفع دعوى الإلغاء أمام المحكمة الإدارية المختصة إقليميا.
واعتبر ذات المناضل الجمعوي، أن مستقبل المجتمع المدني بالجزائر «مرهون بمراجعة هذا القانون»، وهو الشيء الذي أكده وزير العدل حافظ الأختام، بلقاسم زغماتي في معرض اجابته على انشغالات أعضاء مجلس الامة عقب عرض نص المشروع، إذ قال أنه «بعد المصادقة عليه ستفتح ورشات على مستوى كل القطاعات الوزارية لإعادة النظر في مجمل النصوص» بما فيها قانون الجمعيات.
فيما يتعلق باستحداث مرصد وطني للمجتمع المدني، أعتبر ذلك «قيمة مضافة»، إذ — يضيف مسترسلا — «أصبح للمجتمع المدني من يتكلم باسمه على مستوى السلطات».
ويرى ذات المسؤول أنه سيكون لهذه المؤسسة الاستشارية لدى رئيس الجمهورية دورا في ترقية المجتمع المدني، متمنيا أن «تكون مهمته أفقية وليست عمودية ويفتح لكل الجمعيات بدون استثناء ولا تمييز ويرافق هذه الجمعيات حتى تصبح متخصصة ومحترفة ويدعم الشبكات والشراكات الدولية ويدعم المنفعة العمومية».
وأكد عرعار على ضرورة إعطاء الكلمة للجمعيات ذات الخبرة والتجربة في الميدان في مختلف قضايا المجمع قطع الطريق أمام المنتهزين والمتسلقين.
كما ألح عرعار، الذي لاحظ في السنوات الأخيرة استغلال بعض التيارات السياسية لفعاليات المجتمع المدني «خدمة لمصالحها الحزبية»، على ضرورة «الابتعاد عن الاستغلال السياسي للجمعيات» وعدم الخلط بين العمل الحزبي والعمل الجمعوي»، مؤكدا على أن العلاقة بين الجمعيات والأحزاب السياسية «يجب أن تكون تكاملية».