أعلن وزير الموارد المائية ارزقي براقي، أمس، لدى تفقده لمشاريع وهياكل القطاع بمعسكر، عن عدة قرارات مهمة، للتكفل بانشغالات الفلاحين بمحيط هبرة وسيق، أبرزها تعطل مشروع نزع الأوحال من سد فرقوق، وتوقف وتأخر مشاريع كبرى ذات تسيير مركزي.
استهل براقي زيارته لولاية معسكر، بلقاء مطول مع الفلاحين وممثلي جمعيات السقي الفلاحي، تم التطرق خلاله إلى أبرز المشاكل التي يتخبط فيها، القطاع والتي أثرت سلبا على مردودية الإنتاج المحلي من حمضيات المحمدية. وبهدف التكفل بالانشغالات المطروحة أعلن الوزير عن جملة من التدابير، أبرزها برنامج تنموي استعجالي لإنجاز وتجهيز 6 آبار ارتوازية فلاحية بمحيط هبرة، يوكل تسييرها إلى الديوان الوطني للسقي، إضافة إلى تخصيص ما حجمه 2.5 مليون م³ من المياه في شكل حصة سقي إضافية تلبية لاحتياجات محيط هبرة.
وأعلن براقي، عن فسخ صفقة إنجاز قناة جر المياه من سد بوحنيفية إلى سد فرقوق مع مجمع علي حداد، ومنحها لمجمع «كوسيدار»، إلى جانب إعلانه عن إعادة إطلاق أشغال إنجاز محطة كبرى لتصفية المياه بالمحمدية، فضلا عن إعلانه عن تكفل الوزارة بمشروع تجديد قناة بونا بمبلغ يزيد عن 400 مليون دينار، على مسافة 30 كلم عبر ثلاث بلديات بدائرة المحمدية تداركا للعجز المسجل في مجال التموين بمياه الشرب بسبب أعطاب مفتعلة طالت القناة.
لجنة تفتيش تحقق في مشروع تأهيل محيط سيق الفلاحي
قرارات المسؤول الأول عن القطاع شملت أيضا، التزامه بإيفاد لجنة تفتيش لتشخيص مكامن الخلل في مشروع تأهيل محيط سيق الفلاحي، بناءً على انشغالات طرحها الفلاحون على مسامع الوزير، الذي واجه أمس غضب الفلاحين المحتجين بحوض سد فرقوق المتوحل، بطمأنتهم أن الدولة متمسكة بمشروع سلت سد فرقوق ومتمسكة أيضا بمشروع إنجاز سد الأودية الثلاثة.
وأوضح في سياق تصريحاته، أن مشروع نزع الأوحال من طرف شركة وطنية مرتبط بعقد لا يمكن فسخه إلا لدواع قانونية، لافتا أن سلت السد محل الموضوع بتقنية ميكانيكية مكلف ومستحيل، وعليه سيتم منح المقاولة المشرفة على عملية السلت أجل شهرين من الزمن لتوفير الإمكانيات والمعدات اللازمة لنزع الأوحال بتقنية هيدروليكية بنظام مغلق، في حين تلتزم الوزارة بتوفير كميات تصل إلى 200 ألف م³ دوريا من المياه لتسهيل عملية السلت.
وأعلن الوزير عن إطلاق عملية نموذجية للسقي الذكي، بتقنية إلكترونية، طرحتها مؤسسة ناشئة، موضحا أنه سيتم تجهيز محيط هبرة بمعدات إلكترونية يمكن التحكم فيها عن طريق الهاتف الذكي، تسمح بتوفير كمية مياه السقي اللازمة والمستحقة، ما يمكن حسبه من التحكم في الموارد المائية والتقليل من نسب الملوحة.
من جهة أخرى، تأسف براقي لتأخر برامج التنمية بولاية معسكر، مؤكدا تسجيل تعطل في تعبئة وحشد الموارد المائية، وتعهد بتجسيد كل الالتزامات المقدمة في زيارة الأمس لتحسين الوضعية، باعتبار أن تطوير ودعم قطاع الفلاحة من الأولويات التي تولي لها الدولة العناية الفائقة.