يعيش التلاميذ المقبلون على امتحان شهادة البكالوريا، ظروفا نفسية مختلفة من حيث درجة التأثر باحتياطات الوقاية من كوفيد ـ 19، ويتوقع أحمد ڤوراية الأخصائي النفساني أن تؤثر الكمامة على التركيز لدى بعض التلاميذ، وهذا ما يتطلب تحضيرا نفسيا كبيرا من قبل الأولياء لأبنائهم لاجتيازه.
أوضح ڤوراية، أن ما نعيشه اليوم من أسباب فيروس كورونا، والاحتياطات الواجب الأخذ بها، تعيق نوعا ما نفسية الإنسان، لاسيما الذي يرفض أحيانا التعايش مع مختلف المظاهر الجديدة، مثل حتمية وضع الكمامة للحد من انتشار الوباء.
ويرى قوراية في سياق تحليله للحالة النفسية للمترشحين لشهادة البكالوريا، أن المرحلة التي يمرون بها تجعلهم يعيشون حرية مطلقة في بدأ التكوين في الحياة، والمقصود بها المرور إلى مرحلة الشباب، ولذلك فإن الذين سيجتازون هذه الأيام امتحانات البكالوريا، مضطر،ن لوضع الكمامة كإجراء لمنع انتشار الفيروس مجددا.
الأم تؤثّر إيجابا بنسبة 80 بالمائة
لكن هذا القناع - يضيف - له انعكاسات على نفسيه التلميذ الذي يرفض أحيانا هذه الكمامة، وذكر أن هناك 3 شخصيات من التلاميذ، الأولى ترفض هذه الكمامة لأنها تريد التفكير الحر بدون معيقات سببية التي تحد من التكيف مع الامتحان، والثانية نجدها تفهم هذا الإجراء الذي تتعامل وتتعايش معه، وهو يجبر الجانب النفسي على التفكير والتركيز، بإرادة مفتعلة نفسيا حتى يقوم بعمل جيد أثناء امتحان البكالوريا وهذا النوع المحبذ.
أما الشخصية الثالثة فهي تفكر بنفسية إيجابية ومبرمجة قبليا مع الذات، وهذا النوع هو الذي يركز على الهدف، ونجده يعمل من أجل بلوغ هذا الهدف بدون شعور أن هناك ما يعيق تفكيره، حتى وإن كانت ظروف الامتحان غير عادية، لا يهتم بها، وهذا النوع يسمى بأصحاب الموهبة
وفي مثل هذه الظروف يبرز دور الأخصائي النفساني في تدريب وإرشاد التلاميذ حتى لا يركزوا كل التركيز على الوباء، وإنما على كيفية اجتياز هذا الامتحان المصيري للدخول إلى الجامعة.
كما ركز قوراية على دور الأولياء والأم بصفة خاصة، وقال إنها كتلة عاطفية، ومخاطبتها لابنها أو ابنتها تؤثر على عاطفتهم الوجدانية بنسبة 80 بالمائة، وبالتالي لها دور كبير في الاستعداد النفسي من خلال التوجيهات التي تقدمها، حتى أن السكريات التي تضعها في جيبهم، لها فائدة كبيرة نفسيا وصحيا، فهي تساعد الدماغ الذي يحتاج لها في العمل لتفادي الإرهاق الفكري.