إنّ تفعيل الإعلام الجامعي في الوقت الرّاهن تبعا للتحولات المتسارعة التي تعرفها الجامعة مع بروز مطالب جديدة للطالب الجامعي وللشريك الاجتماعي من الأساتذة الجامعيين، وباقى الموارد البشرية المؤطّرة للعمل الإداري والبيداغوجي، أضحى ضرورة ملحّة لتجسيد مناخ اتصالي فعّال في مؤسّسات التعليم العالي والبحث العلمي، التي يمكن أن تحل انشغالات عديدة من خلال إعلام فعّال ومؤطّر بكفاءة وأداء نوعي عبر مختلف الكليات.
إنّ إنشاء إذاعة وقناة للجامعة، أضحى ضروريا لمرافقة الأداء الجامعي والمجهود التنموي الذي يبذل في القطاع، كما أنّ تكريس التعاون ونشر ثقافة الحوار بين الفاعلين في الجامعة، «أساتذة جامعيون، إداريون مسيرون، نقابات، نوادي وفروع التنظميات الطلابية»، يحتاج هو الآخر لمنابر اتصال وإعلام يجب أن تكون داخل الجامعة، وأن تعكس إرادة حقيقة للنهوض بالإعلام في المؤسسات الجامعية.
إنّ عملية تطوير آليات الاتصال بين الجامعة ومكونات الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة وإداريين لا يمكن أن يتم إلا من خلال استراتيجية اتصالية وإعلامية نوعية يتم اعتمادها على مستوى رئاسة الجامعة، ويمكن من خلال توظيف وسائل اتصال وإعلام أكثر فعالية واستقطاب للوسط الجامعي معالجة الانشغالات والمشاكل التي يمكن أن تقع في الجامعات، كما أن التوجه الذي يخص تأطير «إعلام جامعي» يمكن أن يوفّر آفاقا هامة لتطوير مناخ الاتصال العام داخل المؤسسات الجامعية.
إنّ التّحولات المتسارعة التي تشهدها مختلف جامعات دول العالم والاتجاه إلى نمط تكوين وطرائق عمل مغايرة تماما عن تقاليد العمل الكلاسكية يحتاج إلى تأطير ومسار نوعي من التخطيط والتحضير له كرؤية استراتيجية نبني على أساسها جزءا هاما من أداءات الجامعة الجزائرية التي أرى أنّ هيكلا تنيظيما في العديد من مؤسساتها لا يتناسب على الإطلاق مع المتغيرات والمستجدات التي تواجه الجامعة الجزائرية.
إذ لا يمكن أن نعزل الجامعة عن البيئة الاجتماعية والمهنية والثقافية، فهي جزء هام من كل تغير بسرعة، ويجب أن نبني على أساس هذه التحولات المتسارعة جامعة تتّصل وتؤطّر إعلامها برؤية إستراتيجية نوعية تخاطب الفاعل والمتفاعل، وتبني مسارا اتصاليا وإعلاميا يعزّز من خدماتها المتعددة، وهذا الذي يجب أن ننتبه إليه في موضوع الإعلام الجامعي الذي يتجاوز خطاب التكليف إلى أن يكون مسارا استراتيجيا للمؤسسة الجامعية.