قال ممثل «البوليساريو» بالسويد والنرويج الدبلوماسي حدي الكنتاوي، في تصريح لـ»الشعب ويكاند»، إن استقالة كوهلر منذ قرابة عام ونصف أبقى القضية الصحراوية على حالها، حيث تعرف شبه جمود تام سببه بالدرجة الأولى تعنت الجانب المغربي والدعم الفرنسي المطلق، الذي يرفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن.
وأشار الدبلوماسي الصحراوي إلى تصريحات سابقة لكوهلر خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بقوله، إنه لا يملك عصا سحرية، لكنه سيكون صريحا مع نفسه والشعب الصحراوي وسيبذل قصارى جهده لحلحلة الوضع وتمكين الشعب من تقرير مصيره وإرجاع اللاجئين معززين مكرمين إلى أرضهم المغتصبة المحتلة من طرف الجار الشمالي المغربي وإذا لم يتمكن يقدم استقالته إذا لم يكن هناك دعم دولي. وهذا ما تم بالفعل.
وأوضح الدبوماسي، أن استقالة كوهلر كانت بسبب الضغط الفرنسي الداعم للطرف المحتل، حيث لم يلمس جدية حقيقية من طرف بعض أعضاء مجلس الأمن في دعمهم لإيجاد تسوية وحل عادل يضمن حق تقرير المصير الذي تمسك به هو ولوائح الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، بعد أصراره على أن لا ينخرط في أنصاف حل.
ويرى المتحدث، ان القضية الصحراوية ليست استثناء في الوضع الدولي الذي يعيشه العالم منذ 2019 بعد جائحة كورونا، التي أوقفت مجرى الحياة، في المجالات السياسية والاقتصادية حتى الاجتماعية والنفسية.
وأضاف حدي، أن القضية الصحراوية تعيش رتابة بعد تفشي الوباء، لكنها في نفس الوقت فرصة لترتيب البيت والتحضير لما بعد الجائحة لتقييم الإمكانات والعلاقات التي تتمتع بها جبهة «البوليساريو»، والدولة الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، من اجل تفعيل دورها وعملها في الخارج عبر الدبلوماسية الناعمة أو الرسمية، ولكن كذلك التركيز على الجبهة الداخلية كالإدارة والتعليم والصحة، وكل ما يخدم مقومات صمود الشعب الصحراوي سواء في المخيمات أو المناطق المحتلة.
وأكد الدبلوماسي، أنه بعد خمسين سنة لا يزال الشعب الصحراوي متمسكا بمبادئه التحررية، فالدولة تعمل بالمناطق المحررة على تعزيز حياة المواطنين وتوفير كل ضروريات الحياة، قائلا إن «ماكينة التحرير لم تتوقف وفي ديناميكية مستمرة»، مع استمرار التعنت المغربي، اذ ان جبهة الأرض المحتلة تعيش قمعا وسجنا كبيرا مغلقا على أهالينا الذين يكابدون الاحتلال المغربي وما قام به المحتل مؤخرا من إرسال مستوطنين أفارقة الى المناطق المحتلة في الصحراء الغربية لنشر كورونا، وجعل هذه المناطق بؤرة للوباء، إضافة إلى النهب اليومي للثروات الطبيعية.
غير ان جبهة «البوليساريو» - بحسب حدي الكنتاوي- ستكون لها ما لها بعد الجائحة وستنطلق انطلاقة قوية على مختلف الجبهات، سواء الجبهة الدبلوماسية أو العسكرية من تعزيز القوات المسلحة الصحراوية أو الجبهة الداخلية مثل ما شهدته المؤسسات الرسمية مؤخرا من تعزيز بقدرات شابة ومؤطرة ذات مستوى تعيلمي عال.
والجبهة لها من القدرات لتكون لها انطلاقة قوية في مسار تحقيق النصر وتسعى إلى التعايش مع كل الشعوب الشقيقة الجارة من تونس الى موريتانيا وليبيا والجزائر وكل الجيران، كما تسعى إلى تعزيز التنمية بعد الاستقلال ولا تريد أن تبقى المنطقة تعيش في نزاع طويل يعرقل كل مجهودات الدول الصديقة في بناء بلدان قوية ومتحدة. ج.ب