تسببت أمطار فصل الخريف الأولى، في ارتفاع كبير لمنسوب المياه في الطرق والشوارع بمعظم بلديات العاصمة، ما اثر بشكل كبير على حركة المرور، معيدة إلى الأذهان شبح فيضانات باب الوادي، التي هلك فيها مئات الجزائريين.
لا تزال أمطار الخريف تفضح سياسة لامبالاة وبريكولاج مسؤولين محليين في عمليات التحضير لموسم الأمطار، سيناريو تكرر أمس، بمناسبة هطول أولى زخات خريف العام 2020، التي تسببت في حالة من الذعر وسط العاصميين، نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت طرقات وشوارع العاصمة، التي تكونت بسبب انفجار البالوعات ومجاري الصرف الصحي .
وتسببت مياه الأمطار في إغراق أحياء بكاملها، بعدما غمرت العديد من المنازل والمحلات التجارية والإنفاق، خاصة ببلديات جسر قسنطينة، المقرية، وباش جراح وحيدرة وبن عكنون، وجرفت السيول العديد من السيارات بشارع الإخوة بوعدو ببئر مراد رايس، وسط هول وصراخ كبيرين للسكان.
وترتب عن غزارة الأمطار، انهيار جدار بأحد أحياء بلدية بلوزداد، وانجراف للطريق على مستوى حي محمود روني، وانهيار أرضي بحي واد كنيس ببلدية حسين داي، بسبب انفجار الأنبوب الجامع للمياه والبالغ طوله اكتر من مترين جراء الضغط .
نفس السيناريو سجل ببلدية حيدرة، اذ تسببت السيول الجارفة في سقوط جدارة سفارة فرنسا، كما غمرت المنازل بحي نور القصديري، وعاش سكان القاطنون بمحاذاة الواد بـ92 مجمع طريق شراقة أولاد فايت ببلدية دالي ابراهيم حالة رعب كبيرة،بعد ان غمرت مياه الامطار بيوتهم، كما تسربت مياه الامطار الى الشقق الارضية والأقبية وبعض عمارات ساحة اول ماي نتيجة الانسداد الكلي لمجاري صرف المياه .
وغمرت مياه الأمطار المتساقطة خلال الساعات الماضية، العديد من المدارس ومراكز للتكوين المهني، على غرار مركز للتكوين المهني ببلدية بئر خادم، وتسببت السيول الجارفة المحملة بالأتربة والأوحال بطريق المرادية نحو شارع الشهداء في شل حركة المرور.
وعرفت طرق وإنفاق وسط العاصمة، ومحاورها شللا في حركة المرور بسبب ارتفاع، منسوب المياه على غرار نفق أول ماي ونفق مجلس القضاء بـ»رويسو»، اللذان غمرتهما المياه نتيجة انسداد البالوعات ورداءة بعض الأشغال العمومية المنجزة أوفي طور الانجاز، في مشهد يتكرر مع كل فصل امطار .
وحمّل مواطنون نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي السلطات المحلية مسؤولية البريكولاج في انجاز المشاريع الخاصة بصرف المياه، والتأخر في اتخاذ القرارات قبل حدوث الكارثة، حيث أظهرت صور متداولة حجم الخسائر المادية التي تسببت فيها السيول الجارفة ببلديات العاصمة.
في المقابل، عرفت حركة النقل بالعاصمة شللا كبيرا منذ الساعات الاولى من الصباح، فالطرق كانت ممتلئة بالسيارات وتسير ببطء نتيجة المياه التي غمرتها، إضافة الى توقف الترامواي بسبب غرق سككه ببلدية حسين داي، حيث ضمن نقل المسافرين في البداية الى غاية بلدية المحمدية وتحديدا عن موقف الديار الخمس، وفي حدود العاشرة صباحا امتد الخط الى غاية موقف الهواء الجميل المعروف «بلاغلاسيار»، ما جعل المسافرين ينزلون للبحث عن وسيلة نقل اخرى للاتلتحاق بوظائفهم سواء حافلات أو سيارات أجرة.
وعاين وزير الموارد المائية ارزقي براقي، مرفوقا بوالي الجزائر العاصمة يوسف شرفة، والوالي المنتدب لحسين داي يزيد دلفي ومدير الموارد المائية لولاية الجزائر، الاضرار التي لحقت بمجمع هام لمياه الصرف الصحي بواد كنيس ببلدية القبة امطار طوفانيه شهدتها العاصمة، حيث وقف على انطلاق اشغال التصليح والتأمين التي باشرتها شركة كوسيدار بعد ان تم تسخيرها لهذا الغرض على وجه الاستعجال.
وحسب الوكالة الوطنية للموارد المائية، بلغت نسبة التساقط خلال هذه الفترة 78 مليمتر في محطة بئر مراد رايس و85 مليمتر في محطة براقي، حيث تعد هذه النسب استثنائية وهي راجعة للتغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على بلدنا».
وذكر البيان ان وزارة الموارد المائية جندت كل طاقاتها البشرية والمادية لمساندة ودعم الجماعات المحلية في جهودها، قصد التكفل والحد من مخلفات الفيضانات.
من جهته الوالي بالمناسبة تسخير كل العتاد والفرق اللازمة لجمع الأتربة والمخلفات من طرف المؤسسات العمومية الولائية ومصالح البلدية.