يبدو أنّ مخطّط التطبيع مع الكيان الصهيوني لم ولن يتوقّف حسب الرئيس الأمريكي ترامب، الذي زاد حدّة مساومته للدول العربية من خلال جولة وزير خارجيته مايك بومبيو إلى بعض الدول المحتمل قبولها شراء تذكرة لركوب قطار التطبيع، وعرضه لتذاكر بأثمان بخسة، بعد انطلاق رحلة لن تعود للوراء لكنها قد تتوقف. فمنذ الإتّفاق المشؤوم مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى لو لم يكن مفاجئا لأنّ إرهاصاته كانت واضحة على معالم أبو ظبي.
تصريحات ترامب المتكرّرة حول انضمام دول عربية أخرى لمخطّط التّطبيع تزيد حدّتها مع شدة التنافس السياسي مع الجمهوريّين ومنافسه للرّئاسة جو بايدن أياما قليلة على الانتخابات الرّئاسية، ما يوحي أنّ وعود ترامب هذه المرّة ليست موجّهة للشعب الأمريكي بالدرجة الاولى بقدر ما هي موجّهة إلى اللوبي الصهيوني الذي يملك دفة الترجيح في الانتخابات الأمريكية ومقاليد الحكم، لذلك يسارع زعيم البيت الأبيض إلى بيع التذاكر للدول العربية الراغبة في ركوب قطار التطبيع باتجاه مزيد من العلاقات مع واشنطن والحماية من «الأعداء» حسب تصريحاته.
صحيح أنّ أشكال التّطبيع كانت في وقت قريب شبه واضحة من دول عربية، وللأسف الشّديد بعض الأنظمة السياسية الحاكمة باعت شرف الأمّة على حساب مصالحها الذاتية، وخانت قضية الأمة الإسلامية فلسطين، التي أقول أنّها ليست قضية عربية فقط، ولكن تبقى قضية الأمّة الإسلامية جمعاء.
مسار قطار التّطبيع نحو محطة المغرب خطوة خطيرة باتت معالمها واضحة من خلال الزيارة المرتقبة لمستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر إلى الممكلة المغربية وسط رفض شعبي وصمت رسمي لزيارة باتت أهدافها مشكوفة.
وما يخشاه كثيرون أن يقبل النّظام المغربي شراء تذكرة ركوب قطار التطبيع بثمن بخس مقابل اعتراف واشنطن بسيادته على الصّحراء الغربية، خطوة وإن حدثت لا قدّر الله ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة بأكملها، وليس على قضيّة الأمة فلسطين وحدها.
أتمنّى تعطّل قطار التّطبيع وتخريب سكّته قبل وصوله إلى المحطة المفصلية، حتى تستفيق الأنظمة العربية وتعود إلى رشد شعوبها، أو ما السّبيل إلى ذلك؟