يقضي أولياء التّلاميذ مع بداية العد التنازلي للامتحانات الرّسمية أوقاتا عصيبة رفقة أبنائهم بعد «قطيعة 6 أشهر»، مع التعليم بسبب تفشّي فيروس كورونا.رغم محاولات استكمال البرنامج الدراسي من خلال حصص عن بُعد وتطبيق المراجعة التذكيرية وفق برتوكول صحي صارم، يبقى القلق والتوتر يطبع يوميات الأولياء والأبناء بين الرغبة في المراجعة وتدارك النقص ومخاوف «كوفيد 19» وصعوبة الحصول على تأشيرة الانتقال.
كثر الحديث عن التكفل النفسي والبيداغوجي للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات نهاية السنة سواء المتوسط أو البكالوريا، وتضاعفت الجهود لتدارك هذا الجانب، كما أنّ الإجراءات دفعت الأولياء للإهتمام بصحة أبنائهم الجسدية بسبب فيروس كورونا، والنفسية بسبب القلق والتوتر الناجم عن تغيير روتينهم اليومي خصوصا المقبلين على الإمتحانين المصيريين في التعليم.
تعتبر حصص المراجعة تذكيرية في ظاهرها، لكن هدفها معالجة الجانب النفسي للتلاميذ والقضاء على الارتباك الحاصل في البيوت، والناتج عن أوقات الحجر الصحي، الذي وجد فيه المترشّحون صعوبة في التأقلم مع الوضع إلى أن افتتحت المدارس أبوابها، فعاد الأمل إلى التلاميذ وزاد التحفيز لديهم من خلال الإقبال عليها والاستفادة منها تحضيرا لنيل الشهادة.
يسعى الأولياء إلى مرافقة أبنائهم في هذه المرحلة الصعبة، التي ورغم أنّها طويلة وتسمح بالمراجعة وزيادة فرص النجاح، إلا أنها استثنائية بعد قطيعة 6 اشهر التي تجعل من الحجم الساعي للحصص التذكيرية غير كافية في هذه الحالة.
هدف المراجعة التذكيرية
من جهتها، ترى النّقابات أنّه بعد قطيعة طويلة بسبب جائحة كورونا، أنّ دروس الدعم والتقوية للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط، والذين تحصّلوا على معدلات أقل من 9، فرصة لاسترجاع مكتسباتهم القبلية، إضافة إلى الاحتكاك المباشر مع الأساتذة يعد فرصة لاسترجاع الراحة النفسية والهدوء الذي يسبق الامتحانات.
قال بوعلام عمورة، الأمين العام لنقابة التربية والتكوين «ستاف» لـ «الشعب ويكاند»، إن دروس الدعم والتقوية للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط شيء مهم للغاية، بالإضافة إلى الاحتكاك المباشر مع الأساتذة الذي يعد مناسبة لاسترجاع الراحة النفسية والهدوء ما من شأنه أن يحفّز الممتحن أكبر ويحرّره من الضغط البسيكولوجي ومتاعب العزل المنزلي في ظل كورونا.
وأضاف عمورة أنّه ورغم صغر الحجم الساعي لبرنامج المراجعة التذكيرية بين 7 و13 ساعة كأقصى مدة في الرياضيات، يبقى الحل الوحيد لإعادة إدماج التلاميذ في جو الدراسة على أحسن حال.
ودعّم هذا الطرح الهادي احمد الأمين الولائي لنقابة المشرفين المساعدين التربويين، مكتب غليزان، مبرزا أهمية الدعم النفسي لإنقاذ التلاميذ من الفشل وضمان نجاحهم في الامتحانات للانتقال الى مرحلة أخرى وفق قاعدة متينة، لاسيما أمام الظرف الصحي الصعب الذي يمرون به منذ أشهر طويلة.
وتتقاطع النقابات بشأن الدروس التدعيمية التي تراها تدابير في غاية الأهمية، كونها تسهل المهمة على الأبناء في إجراء الامتحانات في جوّ من الطمأنينة زادتها قوة الإجراءات الصحية الاستثنائية المرافقة للعملية التربوية.
الأولياء قلقون والوزارة تطمئن
لم يخف الكثير من أولياء التلاميذ، في تصريحات لـ»الشعب ويكاند»، قلقهم إزاء الوضع النفسي لأبنائهم المقبلين على الامتحانات الرسمية، حيث قالت إحدى السيدات أنّ ابنتها تمر بوضع نفسي صعب بسبب العزل المنزلي، خاصة وأنّها تعيش ظروفا اجتماعية صعبة، فيما تعوّدت على المراجعة الجماعية مع زملائها المقبلين أيضا على امتحان شهادة البكالوريا.
وقال أحد الأولياء إن ولده المقبل على امتحان شهادة التعليم المتوسط، يعيش ضغطا رهيبا انعكس سلبا على نفسيته، غير أنّه مع انطلاق حصص المراجعة التذكيرية عاد ابنه الى الاندماج في الحياة الدراسية.
إجراءات صحية بمراكز الامتحانات
أمام هذه الوضعية، تطمئن وزارة التّربية الوطنية بأنّها اتّخذت التّدابير الكفيلة في مرافقة التلاميذ لتجاوز الظّرف الصّعب بأريحية، وبمعنويات عالية بعيدا عن أي إكراه أو ضغط، بتوجيه تعليمات صارمة لمديري المؤسسات التربوية من أجل تطبيق البروتوكول الخاص بالإجراءات الوقائية والصحية بمراكز امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا دورة سبتمبر 2020، وهذا بعد المصادقة عليه من طرف اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس كورونا.
ويقضي البروتوكول الصحي الذي تحرص الوزارة على تطبيقه بمراكز الامتحان بتعيين نائب رئيس لكل مركز إجراء يتكفل بالجانب الصحي خلال أيام إجراء امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا.