أكد عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا البروفيسور محمد بقاط بركاني، أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات العمومية لعدة أشهر، أعطت ثمارها بعد تسجيل تراجع في عدد الحالات المؤكدة خلال الأيام الأخيرة مقارنة بسابقاتها.
قال بركاني في تصريح خص به «الشعب»، أن القرارات المتخذة في تسيير الأزمة الصحية في الجزائر مدروسة بعمق، نظرا للعمل الجاد والصارم من قبل الخبراء والمختصين من بداية الجائحة، وكذا الهيئات المعنية التي رسمت خارطة طريق ناجعة للخروج من الحجر الصحي بصفة تدريجية ومرنة.
واعتبر عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، رفع إجراءات الحجر الصحي الجزئي على 19 ولاية، دليلا عن استقرار الحالة الوبائية في هذه المناطق وزيادة الوعي لدى المواطنين الذين كانوا في وقت سابق، لا يؤمنون بحقيقة هذا الوباء، ولكن بعد تكثيف حملات التوعية والتحسيس وإصابة على الأقل شخص من أقاربهم وأصدقائهم، أصبحوا يشعرون بخطورة الوضع ويلتزمون بقواعد الوقاية.
وأوضح البروفيسور بركاني، أن وضع مخطط للخروج التدريجي من الحجر لا يتم بصفة عشوائية وإنما عن طريق الأخذ بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية على المستوى الوطني وحسب كل ولاية، من خلال دراسة كل المؤشرات واتباع نظام معزز قائم على المراقبة الصحية واستراتيجية فعالة، لافتا أنه لا يمكن التنبؤ بقرب زوال الوباء ولا يوجد أي دليل علمي إلى حد الآن يثبت أن الفيروس فقد قوته وأصبح أقل خطورة.
وبحسب محدثنا، فإن التعايش مع الوباء والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية، بات أمرا حتميا، بعد اتخاذ كامل الإجراءات الوقائية، خاصة ما تعلق بتعليق الرحلات وغلق المساجد والمطاعم والمدارس والجامعات... مشيرا إلى ضرورة استئناف النشاطات الاقتصادية والتجارية، مع الإبقاء على اليقظة والتقيد الصارم بتدابير صارمة للوقاية الصحية.