بدأت جموع المصطافين الذين توافدوا بكثرة على شواطئ ولاية بومرداس منتصف شهر أوت في المغادرة بعد أيام قليلة تمّ استغلالها بكثافة في عملية الإستجمام وتفريغ شحنات الكبت المتراكم جراء تدابير الحجر الصحي، خاصة بالنسبة لشريحة الأطفال الذين وجدوا في أمواج البحر ضالتهم المفقودة في محاولة للتعويض والترويح عن النفس استعدادا للدخول المدرسي وامتحانات نهاية السنة بالنسبة للمقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا.
شهدت ولاية بومرداس في فترة قصيرة قبل إنتهاء موسم الإصطياف وبداية الدخول الإجتماعي والمدرسي إنزالا كبيرا للمصطافين سواء من داخل أو خارج الولاية في صورة غير معتادة وصل في جمعة واحدة أزيد من ربع مليون مصطاف، حسب تقديرات مصالح الحماية المدنية، وهو ما فسّرها الكثيرون بتداعيات الحجر الصحي والمنزلي، والرغبة الشديدة للعائلات والأطفال في كسر حاجز الخوف من فقدان سحر البحر هذه السنة، واستغلال ما تبقى من فصل الصيف للسباحة والتمتع بزرقة البحر قبل بداية الموسم الدراسي وإنقضاء العطل السنوية.
دون شك، كان لهذا الإنزال المفاجئ المتزامن مع رفع الحظر على الشواطئ تأثير مباشر على السير العادي للحياة اليومية بالمدن الساحلية، حيث أربك التوافد الكبير للمصطافين تحركات السلطات المحلية ولجان تسيير موسم الإصطياف بالبلديات، الذين تقاعسوا في إتخاذ الإحتياطات التنظيمية المحتملة لفتح الموسم بما فيها مشاريع وأشغال تهيئة الشواطئ التي كانت مبرمجة هذه السنة، حيث تفاجأ الكثيرين بوجود أشغال جزئية ومد القنوات في مناطق رئيسية لإستقبال المصطافين، مع عودة «مافيا الباركينغ» ومحترفي البزنسة الذين احتلوا الشواطئ الرئيسية بسرعة البرق لإبتزاز العائلات، مستغلّين الفراغ التنظيمي الذي تركته لجان تسيير موسم الإصطياف، في حين شهدت مختلف الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية الى الشواطئ حركة مرور كثيفة وانسداد شبه يومي.
مقابل هذا شهدت مرافق الإستقبال الخاصة وعملية كراء الشقق إنتعاشا ملحوظا في الأسابيع الأخيرة، حيث ازداد الإقبال عليها من قبل زوار الولاية الذين فضّلوا شواطئ بومرداس وفضاءاتها الطبيعية لقضاء العطلة بأسعار متفاوتة تتراوح ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف دينار لليلة الواحدة، وأكثر بالنسبة للشقق التي تتوفر على كل شروط الراحة، ونفس الشيء بالنسبة لأصحاب المطاعم الذين استغلوا الفرصة هم أيضا للتعويض عن الأيام السابقة الناجمة عن تعليق النشاط في محاولة لإنقاذ الموسم.
نقاط سلبية أخرى كثيرة عرفتها مدن بومرداس خلال هذه الفترة القصيرة، وشدّت إنتباه الرأي العام المحلي وهي تدني شروط النظافة وظهور بؤر جديدة للمفرغات العشوائية، وإنتشار النفايات المنزلية ومخلفات المصطافين في الشواطئ والطرقات العامة، وأخرى متكدّسة في مختلف الزوايا مع إنتشار الأوسخ والرائحة الكريهة، حيث عجزت مصالح البلدية ومؤسسة مادينات في مواجهة الموقف الناجم عن اللامبالاة، وانعدام الثقافة البيئية واحترام الوسط المعيشي.