طباعة هذه الصفحة

أكدت على الاستثمار في الشخصيات التاريخية

بن دودة تشرف على إرجاع «الغرغون» إلى متحف هيبون

عنابة: هدى بوعطيح

أشرفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، أمس، بعنابة، على إرجاع «قناع الغرغون» إلى موقعه الأصلي بالمدينة الأثرية بمتحف «هيبون»، وهي التحفة الأثرية التي تمت سرقتها سنة 1996 خلال العشرية السوداء، لتستعيده الجزائر سنة 2014 من تونس، ويتم وضعه بالمتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة.
أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة خلال زيارة تفقدية للقطاع بعنابة، استهلتها بالموقع الأثري «هيبون»، أن عنابة أولى بهذه التحفة النادرة، مشيرة إلى أن مخطط حماية الآثار سيحمي تحف وأثار الجزائر من أي عملية استيلاء جديدة. واعتبرت الوزيرة استعادة «قناع الغرغون» مكسبا علميا بالدرجة الأولى للمتحف، وتثمينا للعمل الذي يقوم به قطاع الثقافة في دفع عجلة التنمية المحلية.
وأضافت بأن متحف هيبون سيعمل خلال الأيام القادمة على استضافة عدد كبير من الزوار والسياح لاكتشاف ومشاهدة هذه التحفة الأثرية النادرة، وهو ما سيعطي ـ بحسبها ـ لهذه المدينة حركية اقتصادية، بالإضافة إلى ما تكتسبه من خصوصيات سياحية تساهم فيها الثقافة بشكل رئيسي، من خلال مسارات السياحة العالمية التي تعرفها مدينة عنابة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياحة الثقافية.
وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أكدت على الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للثقافة، على اعتبار أنها قطاع استراتيجي يمكنه المساهمة في البنية الاقتصادية للوطن، والتي يجب ـ كما قالت ـ أن ترتكز على استغلال الإمكانات الثقافية والتاريخية والأثرية والاستثمار في الشخصيات التاريخية، والتي تحمل صيتا وبعدا عالميا على غرار القديس سانت أوغستين.
كما شددت الوزيرة، التي وقفت على مدى تقدم أشغال إنجاز بعض المنشآت التابعة لقطاع الثقافة والفنون بعنابة، أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال ابتكار مسارات سياحية ثقافية تساهم في تنشيط الحركية الاقتصادية المحلية، على حد قولها، والتعامل مع المؤسسات الناشئة والصغيرة بتشجيع ابتكارات الشباب، مثمنة في سياق حديثها ما أنجزه الشاب الواعد «حسين بوكاري» من عنابة الذي صمم نظاما للزيارات الافتراضية لموقع هيبون الأثري، هذا الأخير الذي اعتبرته الوزيرة مفتاحا سحريا للاستثمار.
بن دودة والتي طافت بأرجاء كنيسة القديس أوغستين وأبدت اهتمامها وإعجابها بما تكتنزه من تحف أثرية فضلا عن التماثيل التي ترمز إلى المسيحية، نوهت بالعمل المشترك الذي قامت به الأسلاك الأمنية ممثلة في سلكي الأمن والدرك الوطنيين، إلى جانب الجمارك الجزائرية، حيث قامت بتكريم ممثلي شركائهم في حماية التراث والآثار بمتحف هيبون نظير ما يبذلونه من جهود لصون الوطن وأمنه وتاريخه.