طباعة هذه الصفحة

محطة هامة في مسار نضال الشعب الجزائري

إحياء الذكرى 62 للعمليات الفدائية لموريبيان

أحيت جمعية مشعل الشهيد، أمس، الذكرى 62 للعمليات الفدائية لموريبيان بفرنسا، كمحطة جوهرية في مسار نضال الشعب الجزائري لنيل الاستقلال، بعدما قررت جبهة التحرير الوطني فتح جبهة ثانية ونقل ثورتها إلى أرض العدو.

 أكدت شهادات المجاهدين المشاركين في ندوة خصصت لإحياء هذه الذكرى الهامة في تاريخ الجزائر الحافل بالنضال، بمخيم الكشافة الاسلامية الجزائرية بسيدي فرج، أن جبهة التحرير الوطني قررت ضرب العدو في عقر داره ونقل ثورتها إلى فرنسا لتخفيف الضغط الممارس من قبل الاستعمار داخل التراب الوطني وفك الخناق عن الجبهة الداخلية، فتم التخطيط لتلك العمليات الفدائية التي كللت بالنجاح وألحقت خسائر فادحة بالعدو وأظهرت فشل الأمن الفرنسي في مجابهة نضال جبهة التحرير الوطني.
وبالمناسبة، كشف المجاهد حسين كاشيبي الذي كان من بين الذين نفذوا تلك العمليات، تفاصيل الاتصالات والتحضيرات التي سبقت 25 أغسطس 1958، وهو التاريخ الذي حدد لتنفيذ تلك العمليات، والتي جرت - كما قال - في «سرية تامة وبحنكة عالية للحيلولة دون اكتشافها من قبل الأمن الفرنسي الذي تلقى آنذاك أقوى صفعة من قبل جبهة التحرير الوطني».
وأشاد في ذات السياق بشجاعة المناضلين واستعدادهم لتنفيذ الأوامر دون أي نقاش وكذا السرية والدقة التي طبعت تنفيذ العمليات الفدائية.
من جانبه، دعا المجاهد محمد غفير المدعو «موح كليشي»، عضو فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، المجاهدين إلى تقديم شهاداتهم حول الثورة وأحداث موريبيان على وجه الخصوص حتى «نحافظ على تاريخنا وننقله الى الجيل الجديد والاجيال القادمة».
وتطرق في مداخلته الى الأحداث التي سبقت العمليات الفدائية بفرنسا وأبرزها إضراب الثمانية أيام الذي شنه الجزائريون سنة 1957 عبر التراب الوطني وفي فرنسا أيضا، تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني وكذا هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام، مشيرا إلى أن هذه الأحداث كانت دافعا قويا لجبهة التحرير الوطني حتى تقرر نقل الثورة الى أرض العدو.
وأوضح المجاهد غفير، أن قرار استهداف القواعد البترولية في فرنسا جاء نتيجة استغلال فرنسا للبترول في الجزائر واستخدامه ضد الجزائريين أنفسهم لقتلهم وتدمير بلادهم، وكان لزاما على جبهة التحرير أن توقف هذا الاستنزاف وتظهر مدى قدرتها على استهداف العدو في عقر داره. كما تحدث بالمناسبة على رد فعل الفرنسيين والرعب الذي شعروا به إثر العمليات التي استهدفت كامل التراب الفرنسي وأبرزها تلك التي وقعت في موريبيان بمرسيليا، وما كتبته الصحافة الفرنسية غداة العمليات الفدائية التي وصفتها بـ «الكارثة الوطنية»، حيث شهدت فرنسا بعدها أزمة سياسية وقلبت موازين القوى لصالح الثورة الجزائرية. نجحت العمليات الفدائية التي نفذتها فدرالية جبهة التحرير بفرنسا في توجيه الرأي العام الدولي لحقيقة ما يجري في الجزائر وأن هناك شعب محتل يناضل لاسترجاع حريته وسيادته على وطنه، حيث لا تقل أهمية تلك الأحداث عن اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر لما كان لها من تداعيات على القضية الجزائرية.