استذكر المشاركون في الطبعة 12 للملتقى الدولي، الذي احتضنته جامعة قالمة حول مجازر الثامن ماي 1945، وجوها ناضلت من أجل الحرية. وقد قدم الأستاذ عمراني نورالدين والدكتور محمد شرقي بالمناسبة، تأبينية للمجاهد الساسي بن حملة، أحد الشهود عن المجازر التي حدثت بقالمة، ومن مؤسسي جمعية 8 ماي 1945، والذي وافته المنية في 18 جويلية من السنة الماضية 2013.
وتحدث الأستاذ عمراني عن وفاء الساسي بن حملة وتمسكه بالنضال، بعدما اقترفته فرنسا من انتهاكات وقتل في هذا اليوم من قمع المسيرات الشعبية السلمية ومواجهة المطالب المشروعة؛ مستعمر متعطش للدماء من رجال الدرك وضباط الشرطة؛ حيث استمرت هذه الميليشيات في إبادة السكان المدنيين في المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها لأكثر من شهرين، قائلا بذلك: «هذه المأساة القاتلة لابد من استذكارها».
إضافة إلى ذلك، قدمت تأبينية للمحامي الفرنسي، جاك فارجاس، الذي قال عندما سُئل إن كان سيدافع عن هتلر، فأجاب: «وأرغب أيضا في الدفاع عن بوش! بشرط أن يقرّ أولا بأنه مذنب».
وقد نوّه المشاركون في هذا الملتقى بما قدمه جاك فارجاس، حيث أشار الدكتور محمد القورصو، من جامعة الجزائر، إلى «أنه أسطورة سياسية، وهو سفاح المرافعات، دافع من أجل الذين ناضلوا من أجل استقلال بلدانهم وحرية الشعوب».
فيما تحدث مدير المركز الوطني للأرشيف عن جاك فارجاس قائلا، إنه شخصية فريدة. وأشار بذلك لأسلوب الدفاع الذي انتهجه بالنسبة للثورة الجزائرية، قائلا: لابد من الاعتراف له بالجميل على ما قدمه من جهد مادي ومعنوي في الدفاع عن القضايا، وقال إنه صديق الجزائر لدفاعه عن الجزائريين، حيث أقصي لمدة سنة كاملة من المحاماة الفرنسية.
كما تحدث الصحافي والمؤرخ الفرنسي ونائب رئيس رابطة حقوق الإنسان بفرنسا، السيد جيل مانسرو، في مداخلته، بعنوان: «القمع الاستعماري بمقاطعة قسنطينة 8 ماي 1945 إلى غاية الاستقلال والعمل التاريخي بفرنسا»، عن ما تم توثيقه بفضل الشباب الباحثين، رغم ما حدث وتم نكرانه من طرف الصحافة الفرنسية والإعلام الفرنسي قرابة 30 سنة، لتظهر بعد ذلك مجموعة أشرطة للآنسة «عتي»، تتضمن تحليلا عن هذه الظاهرة التاريخية، مما مكنت الجميع من معرفة الأسباب التي جعلت الجزائريين يقومون بثورة أول نوفمبر 1954 ووضحت ما قام به المستعمر من جرائم.