طباعة هذه الصفحة

في حفل أشرف عليه قائد القوات البرية

تخرج الدفعة 48 لقيـادة والأركان

آسيـا مني

 تخرجت، أمس، الدفعة 48 من دورة القيادة والأركان، في حفل أشرف عليه اللواء أعثمانية عمار، قائد القوات البرية بمدرسة القيادة والأركان. بعد أن اجتازوا سنة من التكوين والاجتهاد في نهل العلم العسكري، توجهم ليكونوا جيلا طموحا على قدر عال من الكفاءة، مستعدين لتحمل المسؤولية أمام حجم المخاطر التي تحيط بأمن واستقرار الوطن.
بداية مراسم الاحتفال كانت بتفتيش التشكيلات المتخرجة من طرف اللواء أعثمانية عمار بساحة التجمع، ليفسح المجال بعدها لإلقاء كلمة من قبل قائد مدرسة القيادة والأركان بالنيابة العميد لخضاري ميلود، عرض فيها المحاور الكبرى للتكوين والمعارف العلمية والعسكرية التي تلقاها المتربصون من طرف أساتذة أكفاء ومؤهلين، مما سيمكنهم من أداء مهامهم النبيلة بكل إحترافية.
اليوم مدرسة القيادة والأركان يقول العميد لخضاري: «تشهد ميلاد لبنة جديدة قوية مكونة من نخبة من رجال الغد، ستكون بلا ريب قادرة على التحكم بطريقة كاملة في زمام مسؤولياتهم المستقبلية بكل فعالية وعقلانية، معتمدين على زادهم العسكري والعلمي الذي تلقوه، كما ستكون النواة الصلبة التي يتأسس عليها جهاز التأطير في القوات المسلحة».
وأكد المتحدث أن الدفعة المتخرجة هي نتاج جهود متضافرة بُذلت طيلة السنة الدراسية، تلقت تعليما عسكريا نظريا وتطبيقيا يساعدهم على ترقية قدراتهم الوظيفية على المستوى التكتيكي وتوسيع مداركهم للعمل في مختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي.
 في هذا الإطار، نوّه العميد لخضاري بالعناية المتواصلة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في سبيل تطوير الهياكل وتسخير الوسائل البيداغوجية، وتحسين مناهج التكوين وأساليب التحصيل العلمي والدعم المادي والمعنوي الذي حظيت به المدرسة من مختلف مستويات القيادة، لضمان السير الحسن ونجاح التكوين بها وبلوغ الأهداف التكوينية المسطرة.
 ودعا مدير مدرسة القيادة والأركان، في كلمته، الدفعة المتخرجة إلى بذل أقصى المجهودات دفاعا عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره، مع التمسك بالانضباط الصارم والإخلاص في أداء الواجبات والتقيد بالقوانين والنظم والتشبع بالروح الوطنية وصون الوديعة حتى آخر قطرة من دمائهم.
وبعد الموافقة على تسمية الدفعة باسم الشهيد البطل «باحة مكاوي»، تم تسليم الشهادات للضباط المتربصين المتفوقين، ثم عرض شريط فيديو قصير عن نشاطات المدرسة، لتؤدي عقبها الدفعة المتخرجة استعراضا أبدوا فيه تحكما وإنسجاما كبيرين عكس مستوى التدريب الذي تلقوه، ليفسح المجال لتكريم عائلة الشهيد من قبل اللواء أعثمانية عمار قائد القوات البرية.
 وشكلت المناسبة المتزامنة وحلول الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 وذكرى انعقاد مؤتمر الصمام 20 أوت 1956، فرصة للوقوف وقفة احترام وإجلال على الأرواح الزكية لكل الشهداء الذين سقطوا فداء لهذا الوطن.
 يذكر، أن الشهيد باحة مكاوي المدعو «سي أحمد نور الدين من مواليد 25 أكتوبر 1924 ببرج الكيفان بولاية الجزائر، نشأ وسط عائلة فلاحية متواضعة. عند اندلاع الثورة التحريرية إنخرط في صفوفها سنة 1954، حيث كان منزله مركز عبور للمجاهدين وعلاج الجرحى. عند اكتشاف منزله من قبل المستعمر التحق بجبال الأخضرية، حيث شغل منصب مفوض سياسي عسكري تحت قيادة سي لخضر، ليعين لاحقا في منطقة الكاليتوس، براقي وسيدي موسى. شارك باحة مكاوي في عدة عمليات ضد الاحتلال الفرنسي، ليسقط شهيدا في ميدان الشرف يوم 12 جوان 1957.