طباعة هذه الصفحة

الفنّان براهمي بن عمر لـ «الشعب»:

«جوهـر الملحـون» ديـوان يجمـع قصائـد شهـيرة وأخرى نادرة

حوار: حبيبة غريب

بدأت موهبته في كتابة الأغاني في ربيعه العاشر، بعد تأثّره بأغاني الشاب خالد خاصة ألبومه «نسي، نسي» ـ مزج بين الموسيقى الشرقية والطابع الوهراني و»الهاي لايف» الإفريقي، فخط أولى الكلمات لأغانيه وانطلق بذلك في مسيرته الفنية التي قادته من كتابة الأغاني إلى العزف، الغناء ثم التأليف فالبحث في تراث الموسيقى والشعر، لتكلّل بألبومات وفيديوهات وإصدارت، آخرها كتابه «جوهر الملحون». إنّه الموسيقي والكاتب براهمي بن عمر المعروف في الساحة الفنية بـ «بن عمر الندرومي»، حيث يكشف لنا من خلال هذا الحوار عن مضمون مؤلفه والبعض من محطات حياته الفنية والأدبية.
 الشعب: تعدّدت مواهبكم الفنية مقارنة مع حداثة سنّكم، كيف تمّ التوفيق في ذلك؟
الفنّان براهمي بن عمر: أنا من مواليد 1983، أقان بمدينة ندرومة بتلمسان، اهتممت منذ طفولتي بالتعرف على مكنونات الموروث الثقافي العميق لمنطقة الغرب وما تشتهر به من تنوّع فلكلوري وانثروبولوجي، الأمر الذي ساعدني في إثراء موهبتي في الموسيقى والعزف، وبعدها في كتابة الكلمات والتأليف وإعداد الفيديوهات، هذا قبل الانتقال إلى البحث في التراث اللامادي وفي الموسيقى وطبوعها وإعداد بعض المخطوطات حولها.
 متى كانت الانطلاقة الفعلية؟ ومن شجّعكم في ذلك؟
 بعد كتابة أول أغنية لي عام 1993، باشرت البحث في الشعر الشعبي بما فيه الملحون، وفي الموسيقى العربية التقليدية والغربية، وبفضل توجيهات الأبوين والأقارب والأصدقاء المولوعين بالفن، استطعت التقدم في أبحاثي، موازاة مع ذلك كنت أعمل على صقل موهبتي بالتأليف وتلحين الأغاني.
 قمتم بجمع عدد هائل من الأسماء الشّعرية والشّخصيات الفنية، خلّدتها الأغاني، وأخرى لم يحفظ لها التاريخ سوى بعض القصائد كيف جاءت فكرة إنجازه؟  
 كنت أستمع منذ صغري إلى أغاني الفنان الراحل أحمد وهبي، خاصة الملحون منها مثل «زندها يشالي» لعبد القادر الخالدي أو «ما طول د الليل كي طوال» لمصطفى بن براهيم و»يا عشّاق الزين ساعدوه» لبن سهلة هاته القصائد لمؤلفين من مختلف الأجيال، دون أن أنسى الفنان الراحل الشيخ البلاوي الهواري الذي أدى قصيدة «سرج يا فارس اللطام» لمصطفى بن براهيم، «وطال عذابي طال نكدي» لبن تريكي التي أدّاها مؤخرا الشاب خالد بلحن آخر. أما في الطابع الشعبي والملحون نجد قصيدة «الحجّة» المعروفة بـ «زاوكنا في حماك جود يا محمد يا طه» للهادي بناني، ونجدها عند مطربي الشعبي مثل الشيخ أعمر الزاهي، الحاج محمد العنقى، الحاج الهاشمي القروابي، الحاج بوجمعة العنقيس، تغنّى بها الفنان الراحل الحاج حسين التولالي، في طابع الملحون، ومعظم القصائد تمّ تأليفها بأساليب مختلفة، الأمر الذي أدّى بي إلى التفكير في تأليف هذا الديوان وجمع معظم القصائد لفحول شعراء الملحون.
أما بشأن ديوان «جوهر الملحون» فقد صدر هذه السنة عن دار «ايكوزيوم أفولاي» للنشر بالتنسيق مع صفحة «داريار شاك» على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، التي خصّتني بعملية تعريف وترويج واسعة افتراضيا قبل تسويقه واقعيا، وهو يضم مجموعة من القصائد لفحول الشعر الملحون الجزائري، ومن المغرب أمثال بن مسايد، قدور بن عاشور الزرهوني، سيدي لخضر بن خلوف، محمد الرمون من المغرب، بهلول المدغاري، الفيلالي ودريس بن علي المالكي، كما يحتوي على هدية للقارئ وهي قصيدة «الفياشية» لبهلول الشرقي والمعروفة بـ: أنا ماني فياش...أش علي مني
نقلق من رزقي لاش...والخالق يرزقني
وهي تحتوي على 29 قسما، بالإضافة إلى قصائد جميلة أخرى متنوعة المحتوى، فالتنوع الموسيقي نظرا لاختلاف عوامل البيئة ونمط العيش، وكذا مستجدات الواقع المرهون على خلفية الطقوس.
 يحتاج الموروث الموسيقي إلى عملية حفظ وتدوين، كيف يتم ذلك؟
 الديوان جمعته ويحتوي على العديد من القصائد لشعراء من مختلف الأجيال تكريما وعرفانا لهم، لكن هذا لا يكفي فالإبداع لا يتوقف وإعطاء الحق لأصحابه مسؤولية، وعلينا بالعمل لكي نوفي الفنانين والشعراء حقوقهم، فإن وفّينا اليوم الحق فللبعض منهم فقط، فهناك من نسبت إليهم أغاني وليست لهم وهناك قصائد لشعراء لا نعرفهم، ولكن اسم صاحبها معروف لدى كبار الشعراء وهم على قيد الحياة،علينا البحث عنهم لننهل منهم أكبر قدر ممكن من المعلومات وتدوينها وحفظها للتاريخ.