تعتبر أحداث 8 ماي 1945 منعرجا حاسما في تاريخ الحركة الوطنية، حيث جاءت بعد المجازر التي ارتكبتها فرنسا إثر مطالبة الجزائريين بحقهم في الاستقلال والحرية بعد محاربتهم النازية والفاشية.
ولم تكتف فرنسا بالمجازر، بل صادرت الحريات وزجّت بممثلي الحركة الوطنية في السجون وحلت الأحزاب السياسية التي كان من أبرزها حزب الشعب بقيادة مصالي الحاج، وقد خلفت تلك الأحداث الكثير من النتائج، أهمها بداية التفكير الجدي في الكفاح المسلح.
واستغلت الحركة الوطنية العفو الذي أصدرته السلطات الاستعمارية في مارس 1946 وأعادت تنظيم نفسها، حيث خَلَفت حركة انتصار الحريات الديمقراطية حزب الشعب الجزائري وظهر حزب فرحات عباس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري والذين عاودوا النشاط من خلال جمع شمل مختلف المناضلين.
ومن بين التحولات، قرار حركة انتصار الحريات الديمقراطية إنشاء فرع عسكري لها المتمثل في المنظمة الخاصة في 1947 بقيادة محمد بلوزداد، حيث تمكنت من جمع أكثر من 3000 مناضل، منهم ديدوش مراد وعبان رمضان وحسين آيت أحمد الذي كان نائبا لمحمد بلوزداد.
وتم اكتشاف خلية المنظمة الخاصة في 1950 من قبل السلطات الاستعمارية واعتقلت الكثير منهم، وتمكن حوالي 400 شخص ممن نجوا من مقصلة الاعتقال من تفجير الثورة بعد أزمة حركة انتصار الحريات في صيف 1954، حيث انقسم المصاليون وأنصار اللجنة المركزية لتتشكل اللجنة الثورية للوحدة والعمل ثم مجموعة 22 ومجموعة 6 لتندلع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954.