تعرف شواطئ عنابة هذه الأيام، مثل الكورنيش، حركية غابت عنها هذه الصائفة بسبب جائحة كوفيد 19، حيث بدأت تدب الحياة نسبيا في هذه الأماكن، بعد أن أعلن مؤخرا عن تغيير توقيت الحجر الصحي من 11 ليلا إلى 6 صباحا، ليتوافد بعض سكان بونة على شواطئها بحثا عن الاستجمام الذي تعوّدوا عليه كل موسم اصطياف.
عنابة من بين الولايات التي ستستقبل مصطافيها بداية من السبت المقبل، حيث تعمل السلطات المحلية جاهدة لاتخاذ التدابير والاحترازات الوقائية اللازمة، لضمان ما تبقّى من موسم اصطياف صحي، والحيلولة دون انتشار هذا الوباء، في الوقت الذي تعرف فيه هذه المدينة إصابات مرتفعة بفيروس كورونا.
فقد قامت مؤسّسة «عنابة نظيفة» بالتنسيق مع بلدية البوني بحملة نظافة واسعة بالشريط الساحلي، على مستوى حي سيبوس ببلدية عنابة وحي سيدي سالم ببلدية البوني، حيث تمّ وضع حاويات جديدة ودهن الرصيف والتعقيم والتطهير، وذلك بمشاركة كل من منتدى الجزائري للشباب والمقاولاتية وجمعية المواطنة والإخلاص، حيث تمّ تسخير لهذه العملية كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح موسم الاصطياف، والذي يأتي هذه السنة في ظروف استثنائية.
وعملت المؤسّسة على تنظيف شاطئ «رفاس زهوان» من بقايا تهديم البيانات الفوضوية، أين تمّ رفع 52 حمولة بشاحنات كبيرة الحجم وشحانين، وهي العملية التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل السكان.
وتواصل مصالح بلدية عنابة بالتنسيق مع المؤسسات الولائية ومصالح ولاية عنابة أشغال رفع أكوام الردوم وبقايا عملية إزالة التوسعات غير القانونية التي عرفتها منطقة «الخروبة» وشاطئ «بلفودار» بالقطاع الحضري الخامس مؤخرا، بحيث سخّر أيضا للعملية عتاد مادي مهم تمثل في شاحنات رفع من الحجم الكبير، بالإضافة إلى شحان، كما تمّ بالمناسبة تنظيف رمال الشواطئ المعنية من القمامة والمخلفات المختلطة.
ويشهد شاطئ سيدي سالم أيضا منذ أيام حملة تنظيف كبرى تحسّبا لاستقبال المصطافين، على اعتبار أنّه يشهد إقبالا كبيرا لسكان بونة، ناهيك عن تعقيم الحي والطرقات والمرافق العمومية، مع العلم وضعت مصالح بلدية عنابة برنامجا طموحا يخص التحضير لانطلاق هذا الموسم، خاصة في الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة لكل مخالف لا يتقيّد بالإجراءات الوقائية المفروضة على مستوى الشواطئ، على غرار ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي.
من جهة أخرى، ومن أجل موسم اصطياف آمن نظّمت مديرية الحماية المدنية لولاية عنابة، مسابقة انتقاء أعوان حراس الشواطئ الموسميّين، والتي عرفت مشاركة 250 مترشّح، تمّ توزيعهم على مستوى شاطئي النصر وشطايبي لإجراء التجارب الخاصة باللياقة البدنية والسباحة، وكيفية إنقاذ الغرقى والتكفل بهم، حيث تمّ تسخير لهذه المسابقة كافة الإمكانيات المادية والبشرية بهدف الانتقاء الأمثل لأعوان الحراسة، وتوزيعهم على الشواطئ المسموحة للسباحة.
وعلى غرار تهيئة الشواطئ التي عرفت أيضا تعميم الإنارة العمومية على طول الكورنيش والساحل العنابي، إلى جانب تزيين الطرقات المؤدية نحو مختلف شواطئ مدينة عنابة، تهيئة المراحيض وتجهيز المرشات..شهدت أيضا بعض الأماكن الترفيهية لولاية عنابة عملية تنظيف وتهيئة، على غرار ساحة الثورة أو «الكور» والذي يعتبر القلب النابض لمدينة بونة، حيث يستقطب أغلب المصطافين والسياح، أين تم في هذا الصدد استرجاع المساحات التي تمّ استغلالها من قبل بعض التجار بطرق غير قانونية، والعمل على تجديد الكراسي، تهيئة الطرقات والأرصفة.
من جهة أخرى، تواصل السلطات الولائية التصدي لسماسرة الشواطئ، والتأكيد على مجانيتها وعدم استغلال المصطافين وإجبارهم على كراء الكراسي والطاولات والشمسيات بأسعار جد مرتفعة، وتؤكّد على أنّ استغلال الشواطئ المسموحة للسباحة يبقى حرا ومجانيا، حيث ستقف بالمرصاد لبعض الشباب الذين يستغلون غياب الرقابة بالشواطئ لتنصيب الطاولات والكراسي وفرضها على المصطافين، فضلا على استغلال مواقف السيارات وإجبار كل من يريد ركن سيارته دفع مبلغ مالي أو مغادرة المكان، حيث أكد والي الولاية على ضرورة التصدي لجميع المخالفين لضمان أمن وراحة المصطافين.