سجلت محلات بيع التوابل والأعشاب الطبية، بعاصمة الأوراس باتنة، إقبالا منقطع النظير للعائلات على اقتناء بعض أنواع الأعشاب الطبية الرائجة والمعروفة بدورها الفعال في علاج أمراض، مثل نزلات البرد والصداع وغيرها، وحيث وجدت العائلات بباتنة، فيها، لتجريبها على فيروس كورونا، من باب الوقاية، مثلما ينصح به الأطباء..
ساهم الإقبال الكبير على هذه التوابل والأعشاب الطبية، خاصة ما تعلق بالقرنفل، الشيح، وبعض الأعشاب المعطّرة الأخرى المستعملة بعد غليها جيدا كمشروبات ساخنة، كالتيزانة، الزعتر، النعناع، الزنجبيل، الخلجلان، الحلبة وغيرها، في ارتفاع قياسي في أسعارها رغم وفرتها في السوق وكثرة الطلب عليها، حيث يتجاوز سعر كمية قليلة منها 200 دج والتي بالإمكان استعمالها مرتين في عائلة تتكون من 5 أفراد.
ونفس الشيء بالنسبة للزنجبيل والقرنفل الذي كان سعره 3 آلاف دج للكلغ لتقفز أسعاره بشكل كبير بزيادة تصل 700 دج، موازاة مع تفضيل العائلات خاصة التي لديها مرضى بفيروس كورونا اللجوء للعلاج بالأعشاب والطب البديل، وذلك هروبا من غلاء أسعار بعض الأدوية على غرار الفيتامينات والزنك وندرتها في الصيدليات، من جهة والخوف من أعراضها الجانبية من جهة أخرى، خاصة دواء الكلوروكين وغيره.
وأشار أحد أصحاب محلات بيع التوابل والأعشاب، بمدينة عين التوتة، في تصريح لجريدة «الشعب»، ان مبيعاته من هذه الأعشاب الطبية قد ازدهرت كثيرا، منذ تفشي الوباء، مؤكدا أن زبائنه فاقوا بكثير زبائن الأطباء والصيدليات في هذه الفترة الصحية الاستثنائية.
أشار إلى ان سبب لجوء المواطنين إليها بقوة هو رغبتهم في حماية أنفسهم من الأمراض الفيروسية، خاصة كورونا بتقوية المناعة لديهم وبتناول خلطات طبيعية أو مشروبات ساخنة إستباقيا لتحضير جهازهم المناعي لمواجهة الفيروسات الموسمية والعديد من الأمراض المحتملة.
ويأتي في صدارة الأعشاب المطلوبة من طرف عائلات الأوراس من أجل التصدي لهذا الوباء القرفة والزعتر، إضافة إلى العسل الحر وزيت الزيتون والزنجبيل الطازج، الكاليتوس والشيح، بعرضها في مقدمة واجهات محلات بيع الاعشاب المنتشرة في كل أحياء المدينة بها، وسط طوابير من طرف المواطنين لاقتنائها، ناهيك عن فاكهة الليمون التي شهدت بدورها ارتفاعا في الاسعار، فاق 500 دج للكلغ الواحد.
وأشار المتحدث إلى ان استخدام هذه الأعشاب قديم جدا، بولاية باتنة، وتحرص عليه العائلات خاصة في فصلي الخريف والشتاء، غير ان تفشي الجائحة في الصيف حتّم على المواطنين اقتنائها في هذا الفصل على غير العادة لتهدئة الشعب والقصبات التنفسية ومكافحة الأنفلونزا الموسمية والالتهابات الرئوية قبل تطورها.
وأوضح صاحب المحل الخاص ببيع الأعشاب أن الخلطات التي قدمها لزبائنه ساهمت كثيرا في التخفيف من حدة معاناتهم من هذا الفيروس والوقاية منه، وذلك من خلال ايفاد المرضى المتعافين لأصدقائهم وعائلاتهم إلى محله، كما انه لم يسجل على مدار عمله بهذا المحل لمدة تتجاوز 20 سنة، أي مضاعفات صحية أو تأثيرات سلبية للأعشاب التي يبيعها على صحة المرضى، رغم انه غير مرخص له من وزارة الصحة، لممارسة هذا النشاط، كون كل ما يباع هو عشبي وطبيعي 100%، ويحرص قبل بيع هذه الأعشاب للمواطنين استخدامها في علاج أفراد عائلته.