غادرت نورية كلثوم قصدرلي، الشهيرة بـ»نورية» الساحة الفنية عن عمر 99 عاما تاركة وراءها رصيدا فنيا متميزا في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون.
وكان في توديع الراحلة ثلة من الفنانين والوجوه الأدبية الجزائرية عايشت وعاشرت عملاقة المسرح الجزائري، وقرأوا على روحها فاتحة الكتاب ودُثر جثمانها بالراية الوطنية وبزغاريد شجية معلنة رحيل امرأة عانقت زوايا المسرح في كل حين..
ما قالته ابنة الفنانة نورية
« ها قد تركت والدة كل الجزائريين هذه الحياة بعدما أعطت كل ما لديها من قوة للفن الجزائري، تركت بصمتها في المسرح الذي تربت فيه وكبرت وسط خشبته مع رفاق الفن العظماء وخلّفت أعمالا سينمائية مع كبار الفن رحمهم الله أمثال محيي الدين بشطارزي والتوري ومصطفى كاتب وغيرهم فقبل ولوجها عالم التمثيل عملت في الخياطة لتترك رصيدا متمثلا في 170 فيلم و200 مسرحية».
محمد يحياوي: واكبت فنانين كبار
وعبر محمد يحياوي، مدير عام التلفزيون الجزائري سابقا: «فقدت الساحة الفنية والمسرحية قامة من قاماتها وأيقونة من أيقونات الثقافة والفن الجزائري، هذه الفنانة، التي دخلت عالم الفن، وخاصة المسرح في سنة 1945 رفقة بشطارزي وكلثوم، ثم مصطفى كاتب مع سيد أحمد أڤومي وتركت بصماتها على خشبة المسرح الوطني الجزائري قبل وبعد الاستقلال، واكبت فنانين كبار أين عرفناها كجمهور وكمواطنين وكأبناءنا اليوم من خلال أعمالها سواء في المسرح أو في السينما أو في الإذاعة والتلفزيون تغادرنا، اليوم، نورية كلثوم في مرحلة. نحن بأمس الحاجة إلى هؤلاء الناس المبدعين رغم تقدم سنهم، إلا أنهم مازالوا يقدمون الكثير للثقافة الجزائرية».
فوزية لارادي: الجزائر خسرت أيقونة
وقالت فوزية لارادي، الكاتبة والشاعرة: «خسرت الجزائر أيقونة، خسرت الجزائر سيدة المسرح الوطني الجزائري التي خلدت تاريخا حافلا بالعطاء وبصمات لن تمحيها صفحات الأيام.. كانت إنسانة متواضعة طيبة حنونة عملت من أجل ترك الصورة القوية للمرأة الجزائرية عبر كل المحافل الوطنية، العربية. كانت تسأل عن الجميع خاصة في ظل الجائحة، لم تتأخر يوما عن آداء دورها في مساعدة أصدقائها الفنانين بالرغم من تقدم عمرها وظروفها الصحية. فرحم الله روحها الطاهرة وأسكنها فسيح جنانه.
حسان بن زيراري: تخونني الكلمات..
قال الممثل والفكاهي حسان بن زراري: «تخونني الكلمات في هذا المصاب الجلل فمقام هذه السيدة العظيمة كبير وعال جدا. إن الجزائر فقدت فنانة بمعنى الكلمة كانت أماً قبل أن تقوم بأي دور، كانت أختا، كانت سندا وعونا لنا جميعا، عرفتها منذ الصغر بأناقة فكرها وتميزها في المسرح أحببناها كجمهور مع بشطارزي والتوري، وكان لنا الشرف في مشاركتنا لأعمال جمعتنا بها مثلت أجمل صورة للمرأة الجزائرية، ونتمنى أن يسير كل فنان جزائري على طريقها في بساطتها وقوة إرادتها وعطائها اللامحدود. رحمك الله يا السيدة نورية وطيّب الله ثراك.»
سيد علي بن سالم: أعطت الكثير للمسرح وللسينما وللإذاعة والتلفزيون
قال سيد علي بن سالم، رئيس جمعية الألفية الثالثة: باسمي وباسم كل الفنانين أترّحم على سيدة المسرح الوطني، هذه السيدة أعطت الكثير للمسرح وللسينما وللإذاعة والتلفزيون، رصيد كبير من الأعمال الخالدة التي مازالت تستقطب المشاهد الكريم ولا يمل من إعادة مشاهدتها، هذه الفنانة بقيت إلى عمر ناهز المئة عام وكان آخر عمل لها وكان لي الشرف بأنها قبلت مشاركتي في المسلسل التلفزيوني «سامحني» الذي كان في شهر رمضان المنصرم بعد غيابها عن التلفزيون لمدة 20 سنة، فالحمدلله سبق لها وان كرمت من طرف جمعية الألفية الثالثة وكان هذا في المسرح الوطني الجزائري، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح سنة 2017، وفي2003 كرمت بقاعة السينما وفي 2009 كرمت مع الفنانة المصرية مديحة يسري بمناسبة عيد الأمهات، الفنانة نورية ظلت محبوبة عند كل الجزائريين، وفي هذه المناسبة أتقدم بأخلص التعازي لعائلة الفنان القسنطيني بشير بن محمد، رحم الله الفقيدين وكل فنانينا العظام.
زاهر بوزرار: عملت معها في المسرح الوطني
وقال زاهر بوزرار، الفنان الشاوي: عملت معها في المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي ومثلت معها في «البوابون»، كانت نِعم الأخت والرفيقة تتعامل مع الجميع بتواضع شديد لم ولا ولم أنس مؤانستها لنا وتشجيعها لنا عندما كنا متربصين ومتكونين جدد على خشبة المسرح..فنانة عظيمة جدا.
رابية: شخصية هادئة
وقال عمر رابية، رئيس جمعية أضواء السنيمائية: كانت ذات شخصية هادئة تحب عملها وتقدسه وكانت تصّر على نجاح كل عمل تقوم به لم تبخل يوما على المسرح الوطني فكانت تستجيب لأي عمل وفي أي ظرف..كانت مثابرة وقوّية وعطوفة وحنونة، تترك في كل دور بصمة مميزة لا تعوض ولا تسبتدل ولا يمكن للزمن اختزال عطائها، رحمك الله يا أمنا نورية.
محمد رباح: لا يمكنني أن أنسى تواضعها ومعاملتها الطيبة
وقال محمد رباح، مؤرخ وكاتب ومؤلف: عرفت الفنانة الفقيدة نورية سنة 1953 في وفد الجزائر المحتلة ذاهبون إلى المهرجان الدولي للشبيبة الديمقراطية ومن جملة من كان في الوفد محيي الدين بشطارزي كضيف شرف ومصطفى كاتب وسيد علي كويرات والحاج عمار. مثلنا الجزائر بعدة أعمال مسرحية لاقت الإعجاب. لا يمكنني أن أنسى السيدة نورية بتواضعها ورقتها ومعاملتها الطيبة لقد تركت مكانها نظيفا وستبقى في قلوبنا جميعا.