ازداد الاهتمام المحلي بالمناطق المهمّشة في وهران، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تحديثها وتطويرها لتحقيق التنمية الشاملة، وإزالة الفوارق بين المدن ومناطق الظل التي يناهز عددها 133 منطقة بولاية وهران، رصد لها أكثر من 425 مليار سنتيم في مختلف البرامج القطاعية والمركزية والتنموية البلدية، وكذا المشاريع الملقاة على عاتق الميزانية الولائية والبلدية.
يعتبر دوار الشفافلة والحساسنة والجفافلة ببلدية مرسى الحجاج، التابعة لدائرة بطيوة من أكثر مناطق الظل التي خصت بالعديد من الزيارات، آخرها زيارة الوالي عبد القادر جلاوي، حيث سجّل أهم شكاوى وانشغالات المواطنين، منها انعدام شبكات الغاز الطبيعي والإنارة العمومية والصرف الصحي والمياه الشروب والطرقات، إضافة إلى ترميم المؤسسات التربوية والتكفل بالنقل المدرسي، وكذا ضعف التغطية الصحية والغياب التام للمرافق الصحية، وغيرها من المؤشرات التي تعتبر أهم مقاييس التخلف والعزلة والمعاناة.
وعبّر سكان الجفافلة والحساسنة في تصريح لـ «الشعب» عن تذمّرهم واستيائهم الكبيرين، جراء التهميش والإقصاء المفروض عليهم، فلا تزال هذه التّجمّعات السكنية الكبيرة تعتمد على قارورات غاز «البوتان»، وطرق الطهي التقليدية، ناهيك عن المطامير والحفر التعفّنية، وذلك في غياب مختلف الشبكات، بما فيها الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب والطرقات وحتى الإنارة العمومية، ناهيك عن ضعف التغطية الصحية وانعدامها التام بعديد المناطق المشكّلة لمرسى الحجاج.
بدورها، كشفت السّلطات المحلية عن تسطير برنامج عمل طموح لإنجاز عديد المشاريع الهامة في مختلف المجالات، وذلك في انتظار تحديد الأغلفة المالية الملقاة على عاتق القطاعات والبلديات والولاية، وكذا اختيار الأوعية العقارية المناسبة، بالنظر للطبيعة الفلاحية لهذه المناطق.
في هذا السياق، أكّدت المديرية الولائية للموارد المائية عن إجراء إحصاء لمختلف القرى المتضررة من ظاهرة «المطامير»، وذلك بمعية مصالح البلدية ومختلف الجهات المعنية، وقد تمّ برمجة مشروع لإنجاز شبكة للصرف الصحي على مستوى منطقة «الجفافلة» بمزانية تفوق 25 مليون دج، مع اختيار الشركة المكلفة بالإنجاز خلال الأيام القادمة.
وكشفت رئيس دائرة بطيوة، بوصبع الزهرة، عن مشاريع هامة، ستشمل جميع القرى والمداشر، المصنّفة ضمن مناطق الظل، بما فيها إعداد بطاقة تقنية لإنجاز شبكة صرف صحي بـ 24 مليار سنتيم بدشرة «الحساسنة»، وذلك عبر ثلاثة أشطر، نظرا لعدم توفّر إجمالي الغلاف المالي، مشيرة إلى إتمام جميع الإجراءات للانطلاق في إنجاز الشطر الأول، وذلك قبل مباشرة أشغال الغاز الطبيعي والطرقات.
وبخصوص إشكالية التمدرس بنفس المنطقة، أكّدت أن البلدية برمجت توسعة لأربعة أقسام، بلغت نسبة الأشغال على مستواها أكثر من 60 بالمائة، وذلك بالإضافة إلى اختيار أرضية لإنجاز 12 قسما آخر، فيما استفادت بلدية الحساسنة من مشروع لإنجاز ملعب بــ 5 مليار و800 سنتيم، مع اختيار المؤسسة المعنية بالانجاز وذلك في ظل غياب مرافق الترفيه والتسلية.
كما استحدثت مديرية الصحة لجنة خاصة لتجهيز قاعة العلاج بالجفافلة بمختلف المعدات الخاصة مع تنصيب يعمل ثلاث أيام في الأسبوع، ونفس الشيء بالنسبة لقرية الحساسنة، وذلك بالموازاة مع دخول العيادة المتعددة الخدمات بوسط بلدية المرسى الكبير حيز الخدمة مجهزة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى تنصيب ثلاث أطباء وسيارة إسعاف، وفق نفس المصدر.
من جهة أخرى، أعلنت نفس المسؤولة عن برامج هامة على مستوى «الشواشة»، تقع على عاتق الميزانية البلدية، يأتي على رأسها تهيئة جزئية لشبكة المياه الصالحة للشرب بـ 700 مليون سنيم، وأيضا تهيئة مدخل هذه البلدية بمليون دج، ناهيك عن تخصيص 800 مليون سنتيم لفتح مسالك المساكن المبعثرة، مثلما قالت.
واستفادت المنطقة، استنادا الى نفس التوضيحات، من مشروع للمياه الشروب بـ 4 ملايير دج من خلال زيادة الحجم الساعي للتزود بالمياه من واحد في الأسبوع إلى 24 ساعة/24 ساعة، مع ضبط برنامج هام مع مؤسسة «سيور» للمياه والتطهير للقضاء على التسربات وتشخيص الشبكات وتأهيلها، تليها مرحلة وضع العدادات، وغيرها من المشاريع الهامة التي لا تزال في أغلبها مقيدة بالأوراق، إلى حين تجسيدها على أرض الواقع.