في إطار سلسلة الندوات و المحاضرات التي تنظمها وزارة الخارجية قدم أمس سفير الجزائر لدى اسبانيا محمد حناّش مداخلة حول العلاقات الجزائرية ـ الاسبانية في الفضاء الارومتوسطي، وفي كلمة افتتاحية أمام جمع من السفراء المعتمدين بالجزائر وجامعيين وممثلين عن المجتمع المدني ، أكد الأمين العام لوزارة الخارجية عبد الحميد سنوسي بريكسي أن النشاط المتعلق بالندوات والمحاضرات التي درجت على تنظيمها الخارجية الجزائرية بمقرها، سيستأنف من خلال برنامج مسطر للغرض. وأضاف ان محاضرة أمس تدخل في هذا الإطار وهذا وفق تعليمات المسؤول الأول عن الوزارة رمطان لعمامرة.
السفير الجزائري باسبانيا محمد حناّش عاد في مداخلته إلى التاريخ ليؤكد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين في هذا الإطار المتوسطي موضحا أن هناك نقاطا تاريخية مشتركة تربط البلدين بالإضافة إلى أواصر حسن جوار. وذكر حنّاش أنه على الصعيد الثقافي المشترك شكلت الجزائر ملاذا آمنا للكاتب الاسباني سارفنتيس و كانت مصدر إلهامه في كتاباته وعلى صعيد آخر أشار إلى احتلال مدينة وهران من قبل الجيش الاسباني كما تطرق إلى العديد من المحطات المشتركة بين الجزائر واسبانيا عبر التاريخ.
عاد سفيرنا إلى الحديث عن واقع العلاقات الجزائرية الاسبانية أين وصف الحوار بين البلدين في هذا الإطار بالعميق و المثمر و ذكر خلال مداخلته بسياسة حسن الجوار وعن الشراكة بين البلدين وصفها حنّاش بالإستراتيجية مذكرا بالاتفاقيات الثنائية العديدة التي أبرمت بين البلدين والتي جعلت من اسبانيا العام 2011 المستثمر رقم 1 في الجزائر كما تصدرت أي اسبانيا لسنوات قائمة الشراكة الجزائرية الأجنبية، وبالمقابل احتلت الجزائر صدارة ممولي اسبانيا بالطاقة وبالغاز الطبيعي على وجه الخصوص في إطار الصيغ المختلفة مثل مشروع «مادغاز» الذي يزود أور,با بالغاز الجزائري عن طريق اسبانيا.
وردا على المشككين في الانتعاش الحاصل في العلاقات الجزائرية الاسبانية أكد السفير أن وتيرة النقل الجوي بين البلدين تؤكد مدى هذا التقدم الحاصل حيث انتقل عدد الرحلات بين البلدين من خمس إلى ست رحلات كأقصى حد بينما أصبحت اليوم تضاهي الـ 50 رحلة في مواسم الذروة. وعن الانجازات المحققة على صعيد التنقل الحر للأشخاص أكد حناش أن هناك تسهيلات لفائدة الجزائريين للحصول على التأشيرة من قبل قنصلية اسبانيا بالجزائر حيث بلغ عدد التأشيرات الممنوحة يوميا ٢٠٠ تأشيرة.
وعلى صعيد المسارات المختلفة للحوار الأورومتوسطي ذكر السفير حناش بالحوار الأطلسي المتوسطي الذي شاركت فيه الجزائر و لعبت فيه اسبانيا دورا مهما وإلى مسار برشلونة وإلى مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التي كانت بدورها محطة أخرى للحوار المتوسطي، إلا أن الأحداث التي شهدتها الدول العربية المعنية بالمبادرة رهنت هذه الفرصة.
السفير الاسباني الذي كان أول المتدخلين خلال النقاش أكد على أن الشراكة بين بلاده والجزائر إستراتيجية تزداد متانة وترسيخا يوما بعد يوم وقال أن بلاده ملتزمة بهذه الشراكة الثنائية المتميزة وستعمل على تمتين عرى حسن الجوار مع الجزائر وتطوير الحوار معها في إطار هذا الفضاء المشترك الذي يجمع البلدين.