أحتاج إلى ثقة واهتمام النّقاد
إيمان بوطريعة واحدة من هذه المواهب الشابة التي فتحت لها «الشعب» صفحاتها، حيث مرّ كبار الأدباء والمفكرين والنقاد، مانحين إياها هذه الفسحة وتقديمها لجمهور القرّاء. الانخراط في بحور الشعر ومعانقة القصيدة مغامرة شيقة لمن عشق القلم واستهوته الكتابة، وفي نفس الوقت هو تحدّ لذيذ لا يخلو من العراقيل، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، مسيرة لن تكون سهلة بالمرة، وعقبات الحياة موجودة في كل العوالم الفنية والأدبية.
وعبر ركن «مواهب في الطريق» نسعى إلى تقديم مبدعين استهوتهم الكتابة، نشد أزرهم لتحقيق غاياتهم الابداعية ومرادهم الأدبي، عن طريق حثّهم على القراءة ثم القراءة لأنّها الزاد الحقيقي لاكتساب الثروة اللغوية والتزود بالمعاني والمعارف المختلفة.
« الشعب: لو طلبنا منك لمحة وجيزة عن المبدعة إيمان بوطريعة، ماذا تقولين؟
المبدعة إيمان بوطريعة: أنا من مواليد أفريل 1997 بمدينة سكيكدة، طالبة سنة خامسة صيدلة بكلية العلوم الطبية جامعة باجي مختار بعنابة، أحاول التشبث بالكتابة وتستهويني كتابة الشعر والنثر وأنا في بداية الطريق أحتاج إلى ثقة وعزيمة وتفان، أنا أكتب لأنّني أحب الكتابة ولا يهم ماذا أكتب، صحيح يسعدني تلقي الإعجاب والمدح ويشجّعني ذلك، لكن لا مجال للغرور والعجب لأن وهم النجاح محطم للذّات، وككل الشّعراء النّاشئين نحتاج إلى من يأخذ بأيدينا ويوجّهنا، وهذا دور الأدباء الكبار والنقاد.
كيف بدأت رحلة الكتابة عند إيمان؟ ولمن تقرا إيمان بوطريعة؟
أولا نزعتي وميلي إلى القراءة والكتابة منذ صغري «باعتبار نشأتي في أسرة مثقّفة ومتعلّمة والدايّ معلمان يقدّسان الكتاب والقلم»، وما لاقيته من قبل أساتذتي من إعجاب بموهبتي وإبداعاتي في الكتابة خصوصا باللغتين العربية والإنجليزية. فخلال مرحلة التعليم المتوسط عشقت قراءة الشعر لأبرز شعراء الجاهلية، ثم شعراء العصر الأموي والعباسي، فمفدي زكرياء، أحمد شوقي، جبران، الملائكة، نعيمة، أبو ماضي، السياب، نزار قباني...وكان أقرب الشعراء إلى قلبي محمود درويش، أدونيس، الماغوط.
لجأت الى كتابة الخاطرة وقصيدة النثر، واستمر ذلك في مرحلة التعليم الثانوي، وعندما التحقت بالجامعة ابتعدت كثيرا عن الأدب ثم كرّست كامل وقتي للدراسة، وهأنذا منذ أقل من عام قرّرت نشر بعض كتاباتي على موقع الفايسبوك، حيث لاقت إعجابا وتشجيعا من أدباء ونقاد وقراء ثم تعرفت على الشاعر حيدر الأديب من العراق، إذ آمن بمملكتي الشعرية وعلّمني أصول قصيدة النثر.
ماذا يمثّل لك العالم الافتراضي إبداعيا؟
رغم مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي كالسرقات الفكرية، إلا أن النشر على صفحاتها له مزاياه، خصوصا النشر في المجموعات والمواقع الأدبية والمجلات الثقافية المتخصّصة التي يشرف عليها أساتذة وأدباء لهم وزنهم في الساحة الأدبية، ونقاد يوجّهون ويرشدون ويقدمون نقدا بنّاءً ويوثقون الأعمال المميزة، وأيضا يسمح لك بالحصول على جمهور من القراء الأوفياء الذواقين للأدب، عندي الكثير من النصوص للأسف لم أحصها بعد، لم أنشر سوى القليل منها، تندرج جُلَّها تحت فن الخاطرة.
لو تركنا لك خاتمة هذا اللّقاء، ماذا يمكنك القول؟
العمل على صقل المواهب يتطلّب جهودا كبيرة من الأدباء والكتاب وأهل الادب ليشدوا بأيديهم على المواهب الشابة الناشئة للأخذ بها إلى سفينة الابداع الحقيقية نشرا، نقدا واحتضانا، كما أتوجّه بجزيل شكري ووارف امتناني لكل القائمين على جريدة «الشعب» الجزائرية.