طباعة هذه الصفحة

بسبب «كوفيد 19» وتدابير الحجر ببومرداس

قطاع التّربية أكثر المتضرّرين من تأخّر المشاريع

بومرداس: ز ــ كمال

تأثّرت عملية إعادة تجديد وتأهيل 143 مدرسة إبتدائية عبر 29 بلدية بولاية بومرداس بصفة مباشرة جراء جائحة كورونا، وما تبعها من تدابير الحجر الصحي الجزئي المطبق على الولاية منذ عدة أشهر، إلى جانب مشروع انجاز 18 مجمعا مدرسيا، 61 قسم توسعة في الابتدائي، 51 قسما في المتوسط، 6 متوسطات وثانوية بالقطب السكني الجديد بن مرزوقة ببودواو، وهذا بسبب توقف أغلب الورشات ومؤسسات الانجاز التي فازت بالصفقات العمومية، وهو ما أحدث تأخرا كبيرا في تسليم المشاريع المبرمجة للدخول المدرسي القادم لسنة 2020 ــ 2021.

لقد كان لجائحة كورونا تأثير سلبي كبير على مختلف البرامج التنموية المسطرة لفائدة بلديات بومرداس، خاصة النائية منها التي تتقاسم أغلب نقاط الظل 322 المحصاة من طرف السلطات الولائية مؤخرا استعدادا للتكفل بانشغالات قاطنيها، وتخصيص مشاريع مستعجلة في إطار التدابير التي اتّخذتها الحكومة للنهوض بهذه المناطق وتحسين الإطار المعيشي للسكان، وكان من ضمنها قطاع التربية الوطنية وما يمثله من أهمية بالنسبة للأولياء، حيث فاقم الوضع الصحي وتعليق أغلب نشاطات مؤسسات الانجاز واقع المؤسسات التعليمية والمشاريع الجديدة في الأطوار التعليمية الثلاثة التي كانت مبرمجة لفتح أبوابها خلال هذه السنة بعد تأخر كبير.
ويبقى قطاع التربية بولاية بومرداس من أكثر القطاعات تضرّرا من الجائحة، وقبلها تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية التي دفعت السلطات العمومية إلى تجميد عملية إنجاز حوالي 50 مشروعا مبرمجا أغلبها مجمعات مدرسية وأقسام توسعة في الطور الابتدائي لرفع الضغط على المؤسسات القديمة سواء في المناطق النائية أو الأحياء السكنية الجديدة لمشاريع «عدل»، وأخرى مخصصة للأحياء السكنية التي استقبلت العائلات المرحلة من الشاليهات والسكنات الهشة في إطار عملية إعادة الإسكان المتواصلة بولاية بومرداس في عمليتها الثلاثين، على الرغم من توقفها خلال هذه الفترة، وبعد انفراج الوضع مؤقتا إلا أن القطاع واجه أزمة ثانية منتصف السنة الدراسية الحالية التي أخلطت حسابات القائمين على القطاع بالتأكيد على استحالة الوصول إلى الأهداف المسطرة من حيث عدد المدارس الابتدائية، الإكماليات والثانويات التي كانت مبرمجة للتسليم قبل الدخول المدرسي.
إلى جانب المرافق البيداغوجية والهياكل المدرسية المبرمجة في شكل مجمّعات وأقسام توسعة لمواجهة الضغط المتزايد، تشكّل مشاريع تهيئة المدارس الابتدائية التي تعرف أغلبها حالات سيئة داخل الأقسام والساحات والمداخل الرئيسية، الى جانب مشاريع انجاز المطاعم المدرسية لضمان الوجبة الساخنة لفائدة تلاميذ المناطق الريفية المعزولة، وانجاز فضاءات اللعب وممارسة الأنشطة الرياضية التي تفتقده المؤسسات الابتدائية المقدرة بـ 371 مدرسة تحديا آخرا أمام السلطات الولائية والمحلية، وتأتي على رأسها البلديات المكلفة بتوفير ميزانية التسيير والتجهيز للابتدائيات، إلا أن أغلبها عاجزة على توفير هذه الحاجيات ما جعل مديرية التربية ومديري هذه المؤسسات في صراع دائم مع رؤساء البلديات للتكفل بانشغالات المدارس وتحسين العملية التربوية التي تأثّرت بيداغوجيا وحتى من حيث الهياكل لسد العجز.