قدم أمس المركز الثقافي الإسلامي لولاية بومرداس، نشاطات فكرية وعلمية ثرية إحياء للذكرى الـ 83 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، كما تزامنت أيضا واليوم العالمي لحرية التعبير، حيث نشط التظاهرة أساتذة جامعيون وإعلاميون معروفون منهم الوجه البارز الدكتور عبد الحميد عبدوس مدير تحرير جريدة البصائر سابقا..
مداخلات المشاركين، تمحورت حول عدة نقاط أبرزها إسهامات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على مقومات الأمة الجزائرية وشخصيتها العربية الإسلامية، وكذا دورها في محاربة ما كان يعرف بالطرقية التي حاولت فرنسا خلقها لتشويه دور الزوايا آنذاك في الدفاع عن قيم الدين الإسلامي الصحيح أمام محاولات التشويه من قبل المستعمر.
كما عرج الدكتور عبد الحميد عبدوس مدير تحرير جريدة البصائر سابقا إلى أهمية ودور سلاح الإعلام الذي عمدته جمعية العلماء للرد بالكلمة والحجة على حملات التضليل والتشويه الممنهج من قبل الاستعمار الفرنسي حول مزايا وإيجابيات المستعمر وضرورة تقبل الواقع المعاش، إضافة إلى عدة نقاط أخرى حاول الأستاذ تقديمها للحضور، كإبراز تاريخ ومسار الإعلام الجزائري وأهم العناوين التي واكبت تاريخ الحركة الوطنية، إبراز دور الإعلام في استقلال الجزائر وأهميته في ترسيخ الروح الوطنية ومبادئ المواطنة.
نفس المحور أيضا خاض فيه كل من الأستاذ محمد حامدي لعروسي من جامعة الجزائر الذي قدم مداخلة بعنوان «الإعلام ودوره الوطني في ظل التحديات العالمية»، ومداخلة أخرى بعنوان «حرية الصحافة في ظلّ التعددية الإعلامية وترسيخ مفهوم المواطنة من تقديم الأستاذة عياد ريمة، كما تخلّلت التظاهرة جملة من الأنشطة الثقافية والفكرية الأخرى منها مسابقة فكرية، معرض لبعض الصفحات النادرة لجرائد جمعية العلماء، معرض لمنشورات وزارة الشؤون الدينية ومعرض للمخطوطات القديمة.
وكشف بالمناسبة مدير المركز الثقافي الإسلامي لبومرداس عبد الكريم ليشالي للشعب، أن الصرح الثقافي الجديد الذي ينتظر تدشينه رسميا من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يحمل عدة تطلعات مستقبلية خاصة بالنشاطات الفكرية والعلمية تشمل أياما دراسية، ندوات ومحاضرات، مسابقات فكرية، كما سيكون المركز مفتوحا لمختلف الفعاليات والهيئات الأخرى منهم الطلبة والتلاميذ من خلال تنظيم دروس استدراكية للمقبلين على الامتحانات، وضع محتويات المكتبة تحت تصرف الباحثين والطلبة، مع الحرص على حضور المركز الدائم في الأنشطة الاجتماعية والأعمال الخيرية في المناسبات الدينية والوطنية، وتقديم مطبوعات وكتب تتضمن مختلف الأنشطة التي ينظمها المركز، مع تأكيده في الأخير أن جملة النشاطات التي يقوم بها المركز الثقافي الإسلامي لا تزال عبارة عن مبادرات داخلية إلى غاية الانطلاق الرسمي في البرنامج المسطر بعد تدشين المركز.