الإصابات المسّجلة خلال عيد الأضحى ستظهر بدءا من السبت
أكد رئيس الشبكة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور، مصطفى خياطي، في حوار مع «الشعب «، أن تراجع الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الايام الاخيرة وانخفاض عدد الحالات شديدة الخطورة على مستوى مصالح العناية المركزة، موازاة مع متابعة الجزائر باهتمام لمختلف التطورات الحاصلة في انتاج أول لقاح مضاد لكوفيد -19 مع استعدادها للحصول عليه مع الأوائل، مؤشرات ايجابية تبعث الأمل في نفوس الجميع ـ بحسبه ـ وتنبئ بقرب التخلص من كابوس «كورونا».
- «الشعب»: ما تفسيركم لتراجع عدد الحالات المؤكدة بكورونا في الأيام الأخيرة؟
البروفيسور خياطي: انخفاض حالات الاصابة بفيروس كورونا في الكثير من الولايات التي سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد الاصابات المؤكدة في أيام سابقة، يعد مؤشرا ايجابيا ويساهم في رفع معنويات المواطنين الذين يعيشون حالة نفسية متدهورة بسبب الأخبار السلبية التي تتداول بصفة يومية عن الفيروس، ولكن التأكد من عدم تزايد الحالات، خلال أيام العيد ستظهر نتائجها، يوم السبت المقبل، لأن العدوى تنتقل من شخص الى آخر ولكن الاعراض وعلامات الاصابة تتبين من 7 الى 9 أيام، وعلى موجبها يتم تحديد الأرقام الحقيقية.
مشكل التأخر في الحصول على نتائج الفحوصات باستعمال تقنية «بي سي ار « قد يكون سببا في عدم تحديد العدد الحقيقي للإصابات اليومية في ظل تسجيل نقص في عدد الكشوفات البيولوجية والتي لا تلبي الطلب المتزايد بصفة يومية، بالرغم من المجهودات المبذولة لتوفيرها على مستوى عدد كبير من ولايات الوطن ولكن تبقى غير كافية لتشخيص جميع الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، وهو ما حتّم على الأطباء اللّجوء الى تقنية السكانير لتشخيص وجود الفيروس من عدمه لدى الكثير من المرضى الذين تعذر عليهم الخضوع لفحص بي. سي. أر..
- استعداد الجزائر لتوفير اللّقاح مع الأوائل، هل يعني زوال كابوس «كوفيد ـ 19 ؟
صحيح أن توصل العلماء والباحثين الى اكتشاف لقاح مضاد لفيروس كورونا بعد الكارثة الصحية التي خلفها، يعتبر أهم انجاز حقق، خاصة وأن 14 مخبرا بصدد الخوض في منافسة شديدة وسباق ماراطوني لإنتاج أوّل لقاح، ولكن بما أنه غير متوفر الى حد الآن في انتظار طرحه في الاسواق والتأكد من مدى فعاليته، فإن المواطنين مطالبون بالاستمرار في احترام الاجراءات الوقائية، من خلال الالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على النظافة اليومية واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، كون اتباع هذه النصائح الوقائية تبقى أنجع السبل للتقليل من خطر انتقال عدوى الفيروس والإصابة به، ولا يجب أن ننسى بأن اللّقاح لازال نظري ولم يشرع في استعماله لذلك فالوقاية تعد الحل الأمثل الكفيل بإخراجنا من هذا المأزق.
استعداد الحكومة لاقتناء اللقاح وتوفيره للشعب الجزائري، يندرج في اطار ايجاد أسرع الطرق لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها مخلفة أثار سلبية على كافة الأصعدة، حيث ستتولى اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة الوباء مهمة دراسة واستكشاف سوق اللقاح المضاد لفيروس كورونا، من خلال التأكد من فعاليته، قبل توفيره في الجزائر.
في حال نجاح التجارب فمن المرتقب أن يستفيد منه 75 ٪ من الجزائريين، بحسب تصريحات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وقد تصل النسبة الى 90 ٪، علما أن الأولوية في الاستفادة منه ستمنح للعاملين في قطاع الصحة من أطباء وممرضين والأسلاك الأمنية باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بالإضافة الى المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والنساء الحوامل.
- هل ساهم العلاج المبكر باستخدام «الكلوروكين» في رفع نسبة الشفاء؟
ان استعمال الجزائر البرتوكول العلاجي الذي يرتكز أساسا على دواء الكلوروكين مع مضادات حيوية أخرى في التكفل بمرضى كورونا، يعد تحديا ناجحا نظرا للنتائج الايجابية التي حققها، فقد أثبت فعاليته في علاج المصابين وشفاء نسبة عالية منهم والدليل على ذلك أن المرضى الذين دخلوا الى العناية المركزة بعد تعقيدات صحية لا يتجاوز عددهم 50 .
وفيما يخص أهمية الخضوع للعلاج المبكر ومدى مساهمته في شفاء المرضى، أكيد أنه يساعد على توقيف حدة الفيروس في الجسم، ولكي يحصل المريض على العلاج يجب أولا أن يخضع الى فحوصات بيولوجية تثبت وجود الفيروس في جسمه، لأن الكشف المبكر عن الفيروس يسمح بالعلاج السريع قبل ظهور أعراض شديدة الخطورة ويصبح التكفل بالمرضى في هذه الحالة صعبا وقد لا يعطي نتيجة ايجابية.
- هل يمكن القول أن الوضع الوبائي تحت السيطرة ؟ وما مدى نجاعة الإجراءات؟
الوضعية الوبائية في الجزائر مستقرة نوعا ما، رغم تسجيل إصابات يومية، ولكن بما أننا نواجه عدو غامض لا تعرف ملامحه الى حد الآن،كان من الممكن التغلب عليه باتخاذ إجراءات صارمة واجراء تحريات وبائية في المستوى، خاصة ببعض المناطق التي كانت بؤرة لانتشار الفيروس كسطيف وبسكرة والوادي والبليدة، حيث كان من اللازم محاصرة الوباء وتفادي تفشيه عند تسجيل الاصابات الأولى، وفي هذه الحالة لم تكن لتستمر الأزمة الى اليوم وإنما الخروج منها كان قد تحقق في نهاية جوان.
ومن أجل مكافحة الفيروس والخروج من هذا المأزق، بعد 5 أشهر من المعاناة، بات من اللازم ايجاد حلول فعالة من خلال القضاء على البيروقراطية وتوفير الامكانيات اللازمة واتخاذ اجراءات صارمة
وعلى المواطنين التحلي بالوعي وروح المسؤولية أكثر من أي وقت مضى من خلال الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية التي من شأنها أن تساهم في التقليل من تفشي وتمدد الفيروس.