أضحى نادي شباب بلوزداد خامس فريق في الترتيب العام لأكثر الأندية تتويجا في الجزائر بـ 17 لقبا بعد أندية شبيبة القبائل، وفاق سطيف، مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة، دون احتساب الكؤوس المغاربية الثلاثة التي نالها الفريق سنوات السبعينات من القرن الماضي، كونها كؤوسا غير معترف بها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». تتويج أصحاب اللونين الأحمر والأبيض بلقب البطولة السابع، جاء بعد الاستقرار الكبير الذي فرضته الإدارة الجديدة المالكة لكل أسهم الفريق مجمّع «مدار»، منذ قدومه على رأس النادي العاصمي شهر نوفمبر 2018، الأمر الذي ساهم في عودة أبناء لعقيبة للواجهة بلقبين في عشرين شهرا.
لم يكن أشد المتفائلين من جانب نادي شباب بلوزداد يتوقّع أن يعود فريقهم بقوة، وينال لقبين في ظرف عشرين شهرا، بعدما كانت انطلاقة موسم (2018 – 2019) أكثر من كارثية، وتوقع الجميع سقوط الشباب إلى جحيم الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم، حيث عانى النادي الأمرّين منذ انطلاق الموسم الذي بدأه منقوصا بـ 6 نقاط كاملة، لكن قدوم مجمّع «مدار» على قمة هرم النادي دفع بعقارب الساعة نحو الأمام، بعد إعادة هيكلة الفريق وتسديد ديون النادي ودفع مستحقات اللاعبين ومختلف الطواقم، وهو الأمر الذي أعاد شحن بطاريات رفقاء دينامو وسط الميدان بلال تريكات وساهم في ضمان البقاء وجلب كأس الجمهورية الثامنة في خزائن الفريق نهاية الموسم المنصرم.
نجاح مجمّع «مدار» في تحقيق هدفه الأول مع الشباب جعله يرفع سقف الأهداف عاليا، ويحدّد العودة إلى التتويجات المحلية والمشاركات القارية هدفا أساسيا للنادي كل موسم، بتوفير كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية، وهو الأمر الذي جعل لاعبي الشباب يدخلون بطولة الموسم الماضي بقوة منذ البداية، وانفردوا لأول مرة بالصدارة خلال الجولة 11 على حساب مولودية الجزائر التي كانت تتقاسم معها المركز الأول منذ الجولة الثانية بفارق الأهداف، واتسع الفارق إلى أربع نقاط قبل أن يتقلص إلى نقطتين بعد نهاية الجولة الخامسة عشر من المحترف الأول التي نصّبت رفقاء القائد المتألق أمير سعيود بطلا شتويا.
تتويج رمزي زاد من عزيمة رفقاء الحارس المتألق قاية مرباح في نيل اللقب، وجعلهم يحضّرون جيدا لمواصلة السير قدما نحو التتويج الذي انتظره عشاق النادي عشرين سنة كاملة، الأمر الذي جعلهم يحققون انتصارين في الجولتين 16 و17 وسّعوا بها الفارق إلى 6 نقاط، قبل أن يتقلص الفارق من جديد إلى ثلاث نقاط بعد نهاية الجولة 19 التي انهزم فيها الرائد خارج القواعد ضد إتحاد بسكرة، ورغم ذلك بقي أشبال المدرب الفرنسي فرانك دوما مركّزين على هدفهم، وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقع نهاية موسم نارية بين الشباب، الوفاق والعميد، فرضت جائحة كورونا منطقها وأوقفت المنافسات الكروية في الجزائر لمدة أربع أشهر ونصف، قبل أن يعلن المكتب الفدرالي عن نهاية الموسم الأربعاء الفارط بتتويج شباب بلوزداد بطلا للمرة السابعة في تاريخه، عدّل بها تتويجات الغريم مولودية الجزائر في منافسة البطولة في موسم استثنائي خاض فيه الشباب 22 جولة، نال منها 40 نقطة من 11 فوزا و7 تعادلات وثلاث هزائم.
من جهة أخرى، فإن الشباب ينتظره نهائيين في منافسة الكأس الممتازة، الأولى ضد إتحاد العاصمة تابعة للموسم الكروي (2018 – 2019) والتي لم تلعب لحد الآن بعدما أجّلت في أكثر من مناسبة، والثانية خاصة بالموسم المنقضي حديثا والذي لم تحدّد فيه لحد الآن تواريخ استئناف ما تبقى من أدوار في كأس الجمهورية لتعيين منافس الشباب، وهو ما سيتيح الفرصة لصخرة الدفاع كداد ورفاقه من إضافة ألقاب جديدة للفريق وتسلق ترتيب أكثر الفرق الجزائرية تتويجا.
الأنصار يكيّفون احتفالاتهم مع ظروف الوضع الصحي
في سياق آخر، يحضّر أنصار شباب بلوزداد لإقامة لوحة فنية رائعة من على شرفات وأسطح عمارات معاقل أنصار شباب بلوزداد بالمدنية والمرادية وشوارع أول ماي ومحمد بلوزداد ورويسو ليلة الخميس، حيث كيّف أنصار الحمراء احتفالاتهم مع فيروس كورونا مجسّدين مبدأ التباعد، أين قرّروا إشعال الشماريخ والألعاب النارية في توقيت موحّد بداية من الساعة 21:00 ليلا، والقيام بما يسمى في عالم الإلتراس بـ «كراكاج» يريدون به صنع ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقع الالتراس العالمية في صورة حضارية للاحتفال، خطوة جاءت بعد مطالبة الرئيس المدير العام لمجمّع «مدار» باحترام توصيات الخبراء والأطباء الجزائريين للحد من تفشي الفيروس التاجي.
يذكر، أن الفريق العاصمي التحق الموسم الماضي بركب الفرق الجزائرية الأكثر تتويجا في منافسة كأس الجمهورية بثمان ألقاب وهي إتحاد العاصمة، وفاق سطيف ومولودية الجزائر).