حذرت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، من خطر تحول النزاع في هذه البلاد إلى حرب إقليمية، مؤكدة أن الشعب الليبي يزداد خوفا من وقوع مصيره في أيدي لاعبين خارجيين.
نقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن ويليامز تصريحها خلال زيارتها إلى لندن، أمس، «الليبيون على حد سواء يشعرون بالإنهاك والخوف، وهم متعبون من الحرب ويتطلعون إلى السلام، لكنهم يخشون من أن تقرير ذلك لم يبق في أيديهم».
شددت الدبلوماسية الأمريكية على أن الشعب الليبي يسعى إلى وقف القتال وإطلاق تسوية سياسية شاملة، محذرة من أن البديل الوحيد عن ذلك هو تدمير البلاد.
تابعت: «مع وجود عدد كبير من اللاعبين الخارجيين الذين لديهم أجنداتهم الخاصة، يعد خطر سوء التقدير واندلاع نزاع إقليمي مرتفعا.. ما يجري الآن يمثل معركة بين خصوم خارجيين بقدر ما هو حرب أهلية يفقد فيها الليبيون سيادتهم».
في السياق، دعا سفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن، الولايات المتحدة إلى عدم عرقلة جهود الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، لتعيين مبعوث جديد إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال قبل خمسة أشهر تقريبا.
قال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن، أمس الأول، إن الولايات المتحدة يجب ألا تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تعيين مبعوث جديد للمنظمة الدولية إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال قبل خمسة أشهر تقريبا.
تنحى سلامة، الذي رأس بعثة الأمم المتحدة مكلفا بمحاولة التوسط في اتفاق سلام، تحت الضغوط وذلك بعد فشل أحدث مساعيه لصنع السلام.
اعتبر دبلوماسيون أن الولايات المتحدة تريد الآن تقسيم الدور لجعل شخص واحد يدير بعثة الأمم المتحدة، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشخص آخر يركز على التوسط من أجل السلام في ليبيا.
في السياق، قال هويسغن «كانت هناك تساؤلات أثارها شركاؤنا الأمريكيون فيما يتعلق بهيكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. نعتقد أنه يمكن مناقشة ذلك، ولكن يجب على الولايات المتحدة ألا تمنع الأمين العام من تعيين شخص يحل محل غسان سلامة».
كما قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن عادة ما يعطي الضوء الأخضر على هذه التعيينات بتوافق الآراء، لكن بعض الأعضاء الخمسة عشر لا يؤيدون المقترح الأمريكي بتقسيم الدور.
أشار هؤلاء أيضا إلى أن غوتيريش اقترح أن تحل وزيرة خارجية غانا السابقة، ومبعوثة الأمم المتحدة الحالية لدى الاتحاد الأفريقي حنا تيته محل سلامة، وتقول واشنطن إنها يمكن أن تدعم ترشيحها بعد أن يعين غوتيريش وسيطا خاصا.
حرب تصريحات
في سياق آخر، يتصاعد التوتر بين الدول المنخرطة في النزاع الدائر في ليبيا بين حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والعسكري خليفة حفتر، الذي يسيطر على الشرق الليبي وقسم من جنوب البلاد.
فبعد حرب التصريحات التي ميزت في وقت سابق، تعاطي روما وباريس مع الأزمة الليبية، ثم بين أنقرة وباريس، جاء الدور هذه المرة على أنقرة وأبوظبي.
نددت تركيا بشدة الجمعة بـما قالت إنها «أعمال ضارة» ارتكبتها دولة الإمارات العربية المتحدة في ليبيا حيث يدعم البلدان أطرافا متقاتلة، مؤكدة أن أنقرة «ستحاسب أبوظبي.
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مقابلة مع قناة تلفزيونية، إن «أبوظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسوريا» متوعدا إياها بالقول: «سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين».
ردت الإمارات العربية المتحدة، أمس، على لسان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بدعوة تركيا إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عن «الأوهام الاستعمارية» و»منطق الباب العالي».