تطرق والي معسكر أولاد صالح زيتوني في حوار خص به «الشعب» الى أهم المشاريع والأولويات التي تتصدر جدول أعمال الجهاز التنفيذي المحلي، وعلاوة على التشغيل والسكن، لم يغفل ذات المسؤول التطرق إلى المشاريع الاستثمارية وكذا ملف التنمية المحلية.
الشعب: ما هي نظرتكم لواقع السكن بمختلف صيغه بمعسكر؟
والي معسكر: معسكر لم تشهد فيما سبق برامج سكنية ضخمة كتلك التي يتم تجسيدها حاليا، بحيث هناك عدد معتبر من السكنات هي طور الإنجاز ، و حصة الأسد منها وجهت للقضاء على السكن الهش بناءً على البرنامج الوطني وتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. بناء على تحقيقات سنة 2007 و ما تمخض عن الإحصاء بتسجيل 43 موقع بناء هش موزع عبر 18 بلدية عبر تراب الولاية ، حيث تم القضاء على أغلب النقاط السوداء التي كانت منتشرة في مجملها بالمناطق الريفية.
و يعود الفضل في ذلك إلى البرنامج الضخم المسطر من طرف الدولة و الموجه في صيغة البناءات الريفية ، المقدر عددها منذ سنة 2000 إلى غاية اليوم بـ 44.444 وحدة سكنية ريفية ، نسبة كبيرة منها احتويت في شكل تجمعات سكنية ريفية منتشرة عبر البلديات ، و قد ساهمت هي الأخرى بشكل كبير في القضاء على السكن الهش ، و ما تبقى منه داخل النسيج العمراني سيتم القضاء عليه تدريجيا ، إضافة إلى ما هو موجود من برامج سكنية في صيغتي السكن العمومي الإيجاري و العمومي الاجتماعي ، يضاف إلى هذا ،البرامج السكنية الترقوية و الترقوية الخاصة طبقا لتعليمات الوزير الأول في زيارته الأخيرة لولاية معسكر.
500 وحدة وحدة سكنية تسلم قريبا
^ بالنظر إلى ما هو موجود من برامج ما هي احتياجات الولاية في هذا الميدان؟
^^ الاحتياجات موجودة ويتم تلبيتها بالتدريج ، فدائرة معسكر لوحدها استفادت من 6 آلاف وحدة سكنية عمومية يتم إنجازها من شركتين صينيتين، أما في المحمدية فهناك 1250 وحدة تشارف على الانتهاء، و قد سلمت أشغال إنجازها لشركة صينية أيضا ، و في سيق 500 وحدة سكنية سيتم استلامها قريبا.
كما نعكف على مواصلة توزيع السكنات الجاهزة في الأيام المقبلة ، في حين هناك من يستلم مقررات الاستفادة من السكن لمجرد بلوغ نسبة إنجاز السكنات حدود 60 بالمائة.
^ ما هي المشاكل التي تعيق تجسيد البرامج السكنية الضخمة، وهل يطرح مشكل العقار ؟
^^ طرحت ولاية معسكر مشكل عدم وجود مقاولات كبرى لإنجاز مثل هذه البرامج السكنية الهامة، مما جعلنا نستعين بمقاولات أجنبية معروفة في مجال البناء باستيفائها للمعايير و المقاييس و كذا احترامها لآجال الإنجاز ، بينما لا يطرح لمشكل العقار بحيث تعرف ولاية معسكر فائضا في الجيوب العقارية غير المستغلة.
و قد تم في هذا الصدد تشكيل لجنة لإحصائها كافة و من ثمة استغلالها عقلانيا ، في تشييد مشاريع سكنية أو استثمارية ، حيث أحصت دائرة معسكر لوحدها حوالي 180 وعاء عقاري غير مستغل و قد يرتفع العدد إلى حدود 380 بعد عملية المسح و الإحصاء .
^ ما هي المشاريع الأخرى التي تعولون عليها في القضاء على أزمة السكن ؟
^^ جهود الدولة معتبرة جدا في المجال و لا يمكن إنكارها ، فالدعم المالي موجود بحيث هناك 6 مدن جديدة تجرى بها الأشغال على قدم و ساق، على غرار القطب الحضري الجديد» التقاقرة « في بلدية مطمور بدائرة غريس ، و القطب الحضري الجديد في دائرة المحمدية الذي قاربت به أشغال إنجاز 3627 وحدة سكنية على الانتهاء ، إضافة إلى موقع 80 هكتار و 30 هكتار بدائرة سيق و اللذان يشملان1541 منها 130 وحدة بموقع 30 هكتار .
^ البطالة تتصدر انشغالات السكان، ماذا تقرر من برامج في مجال التشغيل؟
^^ بصفتي المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بولاية معسكر ، أتابع عن كثب البرامج الهادفة إلى ترقية قطاع التشغيل و خلق فرص جديدة لتشغيل الشباب وفق الآليات المستحدثة من طرف الدولة بما فيها ترقية اليد العاملة بالولاية بناء على طبيعتها الفلاحية، و في هذا الشأن يتم تكوين أبناء الفلاحين في القطاع من أجل الاعتماد عليهم في خلق مشاريع تنموية في المجال الفلاحي ، بحيث كان يطرح سابقا مشكل عدم تأهيل اليد العاملة في القطاع و هو ما نسعى إلى ترقيته بهدف استعادة القطب الفلاحي بمعسكر و كذا امتصاص البطالة من جهة أخرى.
كما استفادت ولاية معسكرفي مجال التشغيل من حصة متكونة من 3310 محل للشباب المدرجة ضمن برنامج رئيس الجمهورية وزعت على الشباب العاطل عن العمل و غيرهم من أصحاب الحرف ، غير أن حصة كبيرة من هذه المحلات بقيت مقفلة و غير مستغلة من قبل المستفيدين منها ، في حين يوجد الكثير من الطلبات الملحة عليها ، و بعد مراسلات و تعليمات رسمية لهم بفتحها لم يتم ذلك للأسف و هو ما يحتم علينا اتخاذ قرارات بسحب الاستفادة منهم و تسليمها لمن يبدي رغبة في العمل ، حيث سخرنا للعملية القوة العمومية الأمنية لاسترجاع 110 محل غير مستغل عبر تراب الولاية على أن يتم توزيعها على الحرفيين و الشباب ممن قدموا طلبات للاستفادة من المحلات .
و في إطار القضاء على هاجس البطالة و خلق فرص الشغل تم أيضا استلام 34 سوقا جواريا و 6 أسواق مغطاة وضعت تحت تصرف الشباب الراغب في العمل ، في حين يطرح إشكال 200 حجرة نموذجية موزعة عبر كبرى بلديات معسكر ،وضعت حيز استغلال الشباب غير أنها لم تفتح أغلبها بعد.
تسهيلات بنكية لمشاريع محلية
^ ما تقييمكم للاستثمار المحلي و ما هو عدد المشاريع التي تم الموافقة عليها ؟
^^ لقد قدمنا مساعدات كبيرة بهدف تشجيع الاستثمار، الذي بدوره يمكن من القضاء على مشكل البطالة، و منها تسهيلات إدارية مقدمة فيما يخص منح الأراضي بعنوان حق الامتياز، و رخص البناء، ناهيك عن التسهيلات البنكية التي يحظى بها أصحاب المشاريع ، حيث بلغ مجمل الطلبات الجديدة 110 طلب تتضمن مشاريع استثمارية في الصناعات التحويلية الفلاحية ، مواد البناء بمختلف أنواعها ، صناعة العوازل ، صناعة الجلود ، التغليف و التبريد.
و قد تم توطين ذات المشاريع بالمناطق الصناعية الثلاث التي تضمها الولاية وهي المنطقة الصناعية لبلدية معسكر ، المحمدية و سيق و بمنطقة النشاطات لبلدية المحمدية بالإضافة إلى أخرى داخل النسيج العمراني لبلديات معسكر ،المحمدية، سيق ،فروحة ، تيغنيف ، بوهني ، سيدي قادة ، البنيان ، المامونية ، المناور ، غريس ، رأس عين عميروش و بلدية تيزي ، كما أعلمنا أصحاب المشاريع المعتمدة بالانطلاق الفعلي فيها في خلال 03 ثلاثة أشهر و خلاف ذلك سيتم إلغاء الاعتماد و انتزاع الأرضية المخصصة للمشروع و استبدالها بمشاريع جديدة التي يبدي أصحابها النية الحسنة و الجدية في الإستثمار الحقيقي.
^ كيف تقيّمون واقع التنمية في الولاية بصفة عامة ؟
^^ نحن ماضون في متابعة جميع المشاريع التنموية بحزم و صرامة، و خطى ثابتة، و حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي و عاتق المدراء التنفيذين تجعلنا غير راضين على واقع التنمية استنادا لمساعينا في الرقي بولاية معسكر إلى الأفضل خاصة في القطاع الفلاحي و التهيئة الحضرية و بالموازاة مع طموحات المواطنين و تطلعاتهم إلى الأفضل .
^ الانتخابات الرئاسية انتهت والرئيس بوتفليقة الفائز فيها وضع خارطة طريق للإصلاحات القادمة كيف تمت الأمور بمعسكر؟ هل من تقييم؟
^^ جميع الظروف كانت متوفرة لإنجاح الاستحقاقات الرئاسية و في الأخير الكلمة الأخيرة عادت للشعب الجزائري الذي حدد مصيره و اختياره لرئيس الجمهورية، أعتقد أن الشعب واع بمسؤولياته الوطنية بتأكيده على استمراية المسيرة التنموية و الاستقرار، و في ولاية معسكر لم نسجل أي تجاوز يذكر في العملية الانتخابية التي سارت وفق معايير الشفافية والنزاهة التامة بشهادة ممثلي المترشحين الستة و كذا الملاحظين الدوليين الذين حضروا العملية ، هناك من كان يأول زياراتنا التفقدية و العملية للمشاريع التنموية و استماعنا لانشغالات المواطنين بمختلف جهات الولاية على أنه خدمة للحملة الانتخابية، و ما سيفند هذه التفسيرات الخاطئة هو مواصلتنا للعمل والجهود، ما دام دعم الدولة لترقية الحياة المعيشية للمواطنين أينما كانوا ـ متوفر ـ بحيث وعود الدولة في التنمية ليست مجرد كلام ، ورئيس الجمهورية المنتخب لم يكن بحاجة إلى التذكير بمجهوداته و إنجازاته التي لا ينكرها إلا جاحد.