طباعة هذه الصفحة

من واد البلاع إلى واد الحمام بشرشال

ساعتان من التوقف على مسافة ٤ كيلومترات

تيبازة: علاء ــ م

أسفر الارتفاع الجنوني لحظيرة السيارات بولاية تيبازة في الفترة الأخيرة إلى بروز عدّة نقاط سوداء، تؤرق حركة المرور بالمدن الكبرى للولاية لاسيما بمدينة شرشال التاريخية، التي تعتبر نقطة ربط لا مفر منها بين القطبين الشرقي والغربي لولاية تيبازة، ناهيك عن مساهمة الحركية التجارية القوية لمدينة القليعة والوجهة السياحية البارزة لمدينة تيبازة في تفاقم ظاهرة الاختناق المروري بهاتين المدينتين.

فبشرشال وضواحيها استفحلت ظاهرة الاختناق المروري بداية من واد البلاع شرقا إلى غاية واد الحمام غربا، على امتداد الطريق الوطني رقم 11 الذي يعتبر في الوقت الراهن ومنذ فترة المنفذ الوحيد للتنقل من وإلى غرب ولاية تيبازة، ومن ثمّ فقد أعرب العديد من المارة عبر هذا المسلك عن سخطهم واستيائهم ممّا هو حاصل لهم من حيث مكوثهم بالطوابير الطويلة للمركبات الخفيفة منها والثقيلة لفترات تزيد عن الساعتين أحيانا على امتداد 3 أو 4 كلم فقط خلال فترة الاصطياف، وبدرجة أقل نسبيا خلال الفترات الأخرى، الشيء الذي يعتبره هؤلاء متعبا نفسيا ومضيعة للوقت ويلحق ضررا بليغا بمركباتهم، ناهيك عن عدة إسقاطات مباشرة أخرى كعدم قابلية الصغار للتحمل وتضييع المواعيد وغيرها.
كما أشار العديد منهم إلى أنّ جلّ الحلول التي يحتمل اعتمادها تندرج ضمن أسوإ الحالات بالنظر الى كثرة الزحام بوسط المدينة ومجمل الطرق المؤدية إليه،
واهترائية الطريق البحري المحاذي لميناء المدينة إلا أنّه بالرغم من استغلال أصحاب المركبات لكل المسالك الممكنة، فإنّ ظاهرة الازدحام أضحت ولا زالت حديث العام والخاص بشرشال، وكثيرا ما تمنّى العديد منهم عدم المرور بالمدينة ثانية بالنظر إلى القلق الكبير الذي يتعرّض له المارة يوميا.
غير أنّ أكبر المتضرّرين من ذات الظاهرة يبقى سكان الجهة الغربية من الولاية والذين يعملون بعاصمة الولاية أو لهم مصالح تجارية أو إدارية بالجهة الشرقية، بحيث يضطر هؤلاء إلى عبور مدينة شرشال للتنقل كمسلك اضطراري لا بديل عنه، فيما يعاني الزوار القادمون من الجزائر العاصمة، البليدة وشرق تيبازة نحو الجهة الغربية للولاية من الظاهرة نفسها، بحيث أضحى العديد منهم يتفادى التنقل إلا لحالات الضرورة القصوى، مع انتقاء المواقيت التي تقل بها حركة المرور، وغالبا ما يتعلق الأمر بالفترات الصباحية، في حين تشهد مختلف الطرقات بذات المدينة اختناقا مثيرا خلال الفترات المسائية.
وبالقليعة شرق الولاية، فإنّ المعاناة لا تقلّ شأنا عما هو حاصل بمدينة شرشال، لاسيما خلال الفترات التي تتزامن مع مغادرة العمال والتلاميذ للمؤسسات، بحيث لم يشفع إنجاز المحور الاجتنابي الشرقي العابر للقطب الجامعي على مسافة 5 كلم مؤخرا في تجنب ظاهرة الازدحام المروري. وأضحى المرور بطريق الجزائر أو طريق بوسماعيل وحتى طريق فوكة من الأمور التي تؤرق سائقي المركبات بالنظر الى ارتفاع الضغط لديهم، وبروز أوجه شتى من النرفزة والقلق بفعل تطاول بعضهم على قانون المرور، مع الاشارة إلى بلوغ ظاهرة الازدحام ذروتها خلال الفترات الصيفية التي تشهد نزوحا كبيرا من الولايات الجنوبية نحو الساحل عبر مدينة القليعة، وكذلك الشأن بالنسبة لمدينة تيبازة التي أضحت وجهة سياحية بامتياز وبلا منازع بالمنطقة، بحيث لم تسهم المشاريع الضخمة المتعلقة بتهيئة المدخلين الشرقي والغربي للمدينة على شاكلة طرق مزدوجة، إضافة إلى إنجاز مدخل شرقي تحت النفق لتسهيل حركية المرور في تجنب ظاهرة الطوابير الطويلة للمركبات التي تستقبلها المدينة يوميا، ولاسيما خلال أيام نهاية الأسبوع التي تشهد تدفقا غير مسبوق للفضوليين ومحبّي الآثار والهياكل السياحية بذات المدينة.

مؤسسة صينية تتكفّل بمشروع الطّريق الاجتنابي

شرعت مؤسسة صينية متخصّصة في الأشغال العمومية مؤخرا في إنجاز مشروع الطريق الاجتنابي لمدينة شرشال، الذي يمتد على مسافة 17 كلم ويعتبر امتدادا طبيعيا للطريق السريع الرابط ما بين بوسماعيل وشرشال، بحيث حدّدت نقطة الانطلاق على مقربة من مقر الحماية المدنية بواد البلاع، فيما سيكتمل المشروع على مستوى تقاطع الطريق الوطني رقم 11 والطريق الولائي المؤدي إلى سيدي سميان غرب مدينة سيدي غيلاس، مع الاشارة إلى أنّ الجهات الوصية عمدت إلى تقديم المشروع للمؤسسة الصينية بالتراضي بإذن من الحكومة لتجنب تضييع مزيد من الوقت بفعل تجسيد إجراءات قانون الصفقات، متذرّعة بالحالة الاستعجالية التي تطرح نفسها بإلحاح بالمنطقة، الشيء الذي استبشر له سكان المنطقة خيرا واعتبروه خطوة هامة لرفع الغبن عنهم.
كما تجدر الاشارة أيضا، أنّ ذات المشروع حدّدت له فترة زمنية لا تقل عن العامين لإنهائه، ومن ثمّ فهو لن يكتمل بصفة نهائية قبيل شهر أفريل 2016، على أنّ يتمكّن المارة من استغلاله بصفة استعجالية خلال صائفة 2015 حين تكون الأشغال قد خطت خطوات جد متقدمة.
وبالقليعة، فقد اقترح المجلس البلدي مؤخرا تجسيد مخطط جديد للمرور عبر المدينة من خلال إدراج الأضواء الملونة بنقطتين سوداوتين، ويتعلق الأمر بتقاطع الطرق لكركوبة وكذا بالقرب من محطة المسافرين بطريق الجزائر في آجال قريبة، بحيث يعتبر هذا المقترح حلا ترقيعيا لا مفر منه قبيل إنجاز نفق أرضي بحي كركوبة، وفتح طرق اجتنابية أخرى بغرب وشرق المدينة.
أما بمدينة تيبازة، فقد اقترح المجلس البلدي تجسيد مشروعين لمواقف للسيارات بالمدخلين الشرقي
والغربي للمدينة. وقال رئيس المجلس بهذا الشأن بأنّ المشروعين يوجدان حاليا في مرحلة اختيار الأرضيات المناسبة، على أمل خفض عدد المركبات التي تلتحق بالمدينة يوميا.