تبقى بلدية أولاد عيسى الجبلية، التابعة إداريا لدائرة الناصرية، شرق بومرداس، من أكثر المناطق تضررا من العزلة وضعف برامج التنمية المحلية، حيث تحاملت عليها الظروف الطبيعية الوعرة إلى جانب مخلفات العشرية السوداء التي أتت على الأخضر واليابس ولا تزال الى اليوم تحاول الخروج من هذه الوضعية بتسطير برنامج تنموي متكامل يستجيب لتطلعات السكان ويساهم في تحسين الإطار المعيشي وإعادة بعث الأنشطة الفلاحية الأساسية بالمنطقة.
أحصت السلطات المحلية لبلدية أولاد عيسى 16 منطقة ظل بحاجة إلى مشاريع مستعجلة من أصل 322 نقطة بولاية بومرداس، حيث لا يزال سكان المنطقة المقدر عددهم حوالي 10 آلاف نسمة ينتظرون تسجيل مشاريع تنموية تخصّ بالأساس توسيع شبكة الغاز الطبيعي التي تبقى ضعيفة مقارنة مع البلديات المجاورة الى جانب تدعيم قنوات مياه الشرب بخزانات جديدة إستجابة للطلب المتزايد بسبب التوّسع العمراني من أجل ضمان التموين المنتظم، أشغال التهيئة وصيانة الطرقات وإنجاز مرافق عمومية في قطاع التربية ومرافق رياضية وترفيهية لفائدة شباب القرى والأحياء.
وبالمقارنة مع البلديات المجاورة التي تحد بلدية أولاد عيسى كبرج منايل، بغلية ورأس جنات، تعاني المنطقة من انعدام شبه تام للمشاريع الحيوية و الإستثمارية حتى تساهم في بعث الديناميكية الإقتصادية ما عدا الأنشطة الفلاحية المبعثرة وتربية الماشية التي تبقى السمة الغالبة على الحياة اليومية للمواطنين.
كما تبقى آثار زلزال 2003 ظاهرة في أحياء الشاليهات، حيث تنتظر 62 عائلة قاطنة بهذه السكنات الجاهزة التي فقدت معاني الحياة وأخرى استولت على المحلات التجارية المخصّصة للشباب عملية إعادة الإسكان التي تبدو بعيدة المنال، بحسب شكاوي المواطنين الذين نظموا عدة وقفات احتجاجية أمام البلدية لتجسيد مشروع 100 وحدة سكنية عمومية إيجارية مخصّصة أغلبها لهذه الفئة.
هذا المشروع السكني الوحيد بالبلدية تقريبا، المسجل سنة 2010 ، يصارع من أجل استوطانه ومنحه للعائلات المتضررة من الزلزال، بعد تغيير موقعه لأكثر من مرة، وهو في الحقيقة جزء من مشروع هام تدعمت به بلدية أولاد عيسى سنة 2006، بحسب مصادر محلية شمل 450 وحدة سكنية كانت كافية للقضاء على أزمة السكن قبل تحويل جزئه الأكبر لبلدية زموري، بالأخص بعد تقلص العدد وتفضيل 30 عائلة تقريبا من المتضررين الاستفادة من إعانات السكن الريفي في الصيغة الجديدة “السكن الريفي المجمع” الذي يبقى هو الآخر يعاني من مشكل العقار مثلما عرفه مشروع لقاطة، عمال وبني عمران كبلديات نموذجية لتجسيد هذا المخطط الرامي الى تثبيت سكان المناطق الريفية والتخفيف من طلبات السكن الإجتماعي، بمراكز المدن.
مع ذلك ورغم الصعوبات المادية والطبيعية التي أثقلت واقع هذه المنطقة الجبلية، إلا أن بلدية أولاد عيسى عرفت في الفترة الأخيرة إنتعاشا من حيث عودة الحياة بفضل عدد من المكاسب القليلة المجسّدة في انتظار الموافقة على تسجيل أزيد من 30 عملية مقترحة من قبل المجلس البلدي في البطاقة التقنية، حيث تجسد أخيرا حلم الأولياء بفتح ثانوية جديدة لفائدة تلاميذ المنطقة، بعد 6 سنوات من التأخر.
ناهيك عن حالة المعاناة والتشتت ما بين ثانوية سيدي داود والملحقة المحلية، الى جانب ربط البلدية بخدمة الجيل الرابع للهاتف من قبل اتصالات الجزائر بعد تنصيب محطة على مستوى قرية “الاربعاء”، شهر مارس الماضي، بسعة 600 منفذ للمساهمة في فك العزلة وربط المنطقة بالعالم الخارجي.