قل للقضية أنّني ما لطّخت بدم الراية لكنّنِي جزائري وفلسطيني، دمِّي الروحُ في مهبِ عشقها كأعلام الدهرِ في الغررِ، لا نسمات باردة تحملني ولا أمطار الرعد تغسل أسفي شمس الظهيرةِ تقتلني حين الشقاء لأجل فلذات الكبدِ، وأزهار بستاننا غابت عند الغروب وأثناء الفجرِ ركبت أمواج الويل في البحرِ، ما جئتكِ يا قرّتي معتذرا وما عن نخوة العرب مقصدٌ في كلمي.
جئتك يا أرض الأديانِ علّني أجد فيكِ من قسيسا أو شيخا دعوةً لمضرتي حالي يا حلوة المقاصدِ بات في التُربِ كماءٍ بطعمٍ منسكبِ لطعمه رائحةٌ والترب تباعد ما بالماء العكر يرتوي، أعطني قلمي فما عادت لنا صلاة في المساجد.
الآذان يرفع في المآذن والأجراس تدق في الكنائس، ونحن في البيوت نتلذّذ الوسائدْ أيا دُعاةً ومعتكفينْ قوموا من سجود الهاربينْ تختبئون في الصلاة وتتنازلون عن أصول الدينْ هي أقصانا أقصى بعدا عن نظر العاشقين، تزف إليها باقات شوق ودمع الحنين، هي هياما يبث فينا تكبيراتٍ وخطب َعن يوم الدينْ ما أُغلقت فيها بيوتُ الرحمان للراكعين وما نسي أهلها جهاد النصر المبين قوموا، فما عندنا لا عاكفين ولا مسبحين.
علّها أغلقت حتى نشد الرحال إلى بيت أرض المرسلينْ ما جئتكِ يا عذراءُ معتذرا، وما عن نخوة العرب مقصد في كلمي قد جفت عبارات الأسفِ من جوفي، فكيف أعتذر عن سباتي عن خنوعي عن دياثتي، عن نومي، أعطني قلمي فليس لغمدي سيفٌ ولا في الخصرِ خنجري أعطني قلمي مادام المداد يقطر حدادا يعوي حالي المنكسرِ آهاتٍ وحشرجة الريقْ، وطلق البنادقْ وغزوة الزاني، قردُ السبتِ المرتزقْ يتبازقون ثُوّار أرضنا وينهالون عليه في المشانقْ، ويفجرون الرؤوس عند كل المرافقْ صرخة الأراملِ وحسرة المشايخْ، ما عن نخوة العرب مقصد في كلمي، فالنخوة رجولةٌ والرجل غيرته حد السيف، آه فلسطين عذراء اغتصبت والزوج ديوث ٌ لا يأبهُ ولا يعاندْ، فأيُّ نخوة أقدسها وكل بلاد العرب في صمم بين لاهٍ وذائقْ.
الحاكم لص من جواسيس الغربِ والرعية مثلها كمثلِ الشيطان الأخرسِ، ما جئتك معتذرا فما لي عذرٌ يغفر لي أقصانا يا بدرَ وشمسَ الأرضِ يا أولى القبلتين ومسرى سيدِ الخلقِ يا أرض الصلاة والغزو أَبكيك فبح للعويل صوتي أين عشاقُ الجهادِ أين أحفادُ المعتصمِ أين جنود عمرَ وأيوبَ وجُلساءُ الشافعي أما ظل للراية جيش غير قائدها والقائد تحمل ما يكفي من الطعنِ.