طباعة هذه الصفحة

المتمرّدون

قصير الرميساء - ولاية ميلة

يخافون «المُتمردين أمثالنا» لأننا نطفأ العالم، نستمتع بظلامه الحالك، ثم نُبدي رغبة في رؤية النور، نحرق السنابل والأخضر، اليابس بدلاً من إشعال شمعة..يخافون «المتمردين أمثالنا» لأننا نعشق الهدوء في ضجيج السكينة، نعشقه كيفما كان أرواحا وأماكن..نستمتع بهدير النهر وهبوب النسيم وصوت هطول الغيث..يخافوننا لأننا نلون النهايات، نُدغدغ الحزن حتى يضحك، ونجاور الإيمان كلما اعوجّت أرجوحة ظلنا..يسمّوننا «المجانين» حين نُمزق إطار الحياة العادية..حين نجمع الإلهام ونُبحر في اتساع المعمورة ونُذهل بعُمقها وما تُخفيه تفاصيلها الضيقة..يخافوننا..لأنّنا ننكس الآهات ونُشيّد الأحلام لتغدو واقعا مُعاشا.. يهابونا حين نسمع الأصوات ونُلبي النداء من كل صوب، نقطف الأزهار ونُغنّي للحياة، نفرح بقدوم الغد رغم كُل هذا الانكسار.