بينما تتواصل المساعي الدولية لخفض التوتر في ليبيا وتفادي نشوب حرب سيكون الرابح فيها منهزما بكلّ تأكيد، تستمر «التعزيزات العسكرية والتحشيد» في المنطقة، حيث لا تزال القوات التابعة للمشير خليفة حفتر «مستنفرة عسكريا» في مدينتي سرت والجفرة، بينما «تحشد» قوات حكومة الوفاق بدورها في طرابلس ومصراتة.
في السياق، أعلنت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا تمسّكها بموقفها تجاه شنّ عملية عسكرية على مدينة سرت والجفرة، حيث أكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني محمد قنونو استمرار العمليات العسكرية لما قال «تطهير كافة المدن الليبية».
وأضاف قنونو أن قواته تتقدم باتجاه الشرق، وأنها ترابط على مشارف مدينة سرت بانتظار التعليمات للبدء في عملية «دروب النصر» العسكرية، كما قال إن حكومة الوفاق هي من تحدد الخطوط الحمراء.
في الأثناء أبدت العديد من الدول رفضها للتصعيد في ليبيا، ودعت إلى ضرورة انخراط الليبيين في حوار يفضي الى اتفاق يعيد قاطرة عملية السلام إلى سكّتها الصحيحة، وهذا ما حرص عليه المستشار السياسي لوزير الخارجية الأميركي، بريان هوك، في اجتماعه مع مسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية التونسية، حيث شدّد على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.
وبالمناسبة، أكّد الجانبان الأمريكي والتونسي على ضرورة «إيجاد حل سياسي للنزاع بما يضمن أمن ليبيا واستقرارها»، إضافة إلى ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.
يشار إلى تأكيد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، مع رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، على ضرورة التوصل إلى حل سلمي تفاوضي للصراع الليبي، بدءًا بتهدئة الوضع حول سرت والجفرة.
وقالت السفارة الأميركية في بيان، إن الاتصال تطرق إلى «دعم سيادة ليبيا، وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملياتها على الصعيد الوطني»، وأكد خلاله نورلاند «رفض الولايات المتحدة جميع التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، ودعمها الكامل الحوار الذي تيسّره الأمم المتحدة».
العودة إلى المسار السياسي
بدوره، شدد منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج على ضرورة وقف إطلاق النار في البلاد والعودة إلى المسار السياسي وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين.
في حين رحب السراج بوقف النار و«اشترط عدم بقاء الجيش الليبي في مواقع تسمح له بالهجوم»، في إشارة إلى سرت والجفرة.
يذكر أن سرت تعتبر مدينة استراتيجية لوقوعها على الساحل وربطها بين غرب البلاد وشرقها، كما أنها تعتبر بوابة المرافق النفطية شرقا.
تعزيزات عسكرية وتحشيد
هذا وبينما لا يزال الهدوء الحذر يخيم على محيط مدينة سرت، قالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إن لديها أدلة متزايدة على أن روسيا تواصل من خلال مجموعة «فاغنر» نشر معدات عسكرية في ليبيا.
وأوضحت «أفريكوم» في بيان أن الصور الجوية تظهر قوات ومعدات «فاغنر» في الخطوط الأمامية في سرت، مشيرة إلى أن روسيا زودت هذه القوات بطائرات مقاتلة ومدرعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي وإمدادات.
وأضافت أن طائرات الشحن العسكرية الروسية تواصل تزويد مقاتلي«فاغنر» بمعدات دفاع جوي ومركبات مدرعة مقاومة للألغام، وأن حجم هذه المعدات يدل على وجود نية لتعزيز قدرات العمليات القتالية الهجومية، وهوما من شأنه تعقيد الوضع في ليبيا.
خرق حظر التجوّل
أصدرت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة تقريرها بشأن الوضع في الأراضي الليبية، والذي كشفت من خلاله أن ليبيا تحولت إلى سوق كبير للأسلحة بسبب خروق حظر التسلح الذي فرضته المنظمة، وشارك الاتحاد الأوروبي في حظرها عبر البحر المتوسط بمشاركة قوات أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وكان الاتحاد الأوروبي أكد لفايز السراج، أن الأولوية فى ليبيا وقف النار واستئناف تصدير النفط.
أردوغان: ليست لدينا أطماع خارجية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إننا «دافعنا عن حقوق ومصالح أمتنا وبلدنا وأصدقائنا في كل مكان بالبر والبحر والجو»، لافتا إلى أنه ليست لدى تركيا أي أطماع في أراضي وثروات أحد كما أننا لا نسمح لأي كان بالمساس بمصالحنا».
ولفت الرئيس التركي إلى أن من يرفعون أصواتهم اعتراضا على إجراءات تركيا «لا يستطيعون مقارعتها على الأرض، لأنهم يدركون مدى قوتها على كافة الصعد».